أكد مدير البرنامج الانشائي في جامعة الكويت د.قتيبة الرزوقي أن إنجاز الحرم الرئيسي لمدينة صباح السالم الجامعية «الشدادية» بكل المباني والكليات سينتهي عام 2019، وفقا للخطة الزمنية الموضوعة، باسثناء الحرم الطبي الذي سينتهي في 2022، لافتا الى ان العمر الفعلي للمشروع يعود الى عام 2004 وبدأ البناء به في 2011.
وقال الرزوقي في حوار أجرته معه القبس ان اسبابا عدّة خارجة عن الارادة حالت دون الاسراع في انجاز المشروع، كالحرائق التي طالت مباني ومنشآت، مشيرا الى أن على المراقبين احتساب نسبة الانجاز من بدء التنفيذ الفعلي للمشروع في2011 وليس عام 2004.
وشدد على ان مشروع المدينة الجامعية في الشدادية يتميز بأعلى نسب الصرف ضمن مشاريع الدولة، بميزانية تبلغ 1.6 مليار دينار، مرشحة للوصول الى سقف 3 مليارات، بسبب زيادات طرأت على الطاقة الاستيعابية التي كانت 30 ألف طالب فصارت 45 ألفا، مؤكدا ان لقانون «عدم الاختلاط» أثر رئيسي في زيادة نفقات المشروع وتأخير اكتمال بنائه.
وفي ما يلي نص اللقاء:
* متى ينتهي التنفيذ الانشائي لمباني مدينة صباح السالم الجامعية انشائيا؟
- وفقا للخطة ينتهي التنفيذ عام 2019، ما عدا الحرم الطبي الذي سينتهي العمل به عام 2022، ويجب في هذا الخصوص ملاحظة ان المشروع يضم عدة اقسام ومشاريع جانبية بعضها قد يتم الانتهاء من انشائها قبل هذا التاريخ.
* كيف تحددون المدد الزمنية لاكتمال الانشاءات؟
- التصميم هو الذي يحدد مدد الانتهاء، وقد انتهينا من تصميم المشروع اجمالا، ولم يتبق لنا الا تصميم الحرم الطبي وكلية العمارة وكلية علوم الهندسة والحاسوب، اما بقية الكليات فقد تجاوزت مرحلة التصميم وماضون في تسريع انشائها، كما نعمل حاليا على اعتماد طرق انشائية حديثة تسرع الانجاز.
* صرحتم سابقا بأن نسبة الانجاز في المشروع تبلغ %45، وقوبل ذلك بانتقاد من نواب في مجلس الامة اشاروا الى ان النسبة ضئيلة قياسا بالمدة الزمنية.. كيف تردون على ذلك؟
- كما قلت سابقا، المشروع ليس واحدا، بل عدة مشاريع طرحت باوقات مختلفة، وعلى سبيل المثال هناك 9 مشاريع للبنية التحتية، و6 مشاريع للكليات، 3 مشاريع لمبان مختلفة، ومجموع ذلك يصل الى 80 مبنى يتم العمل عليها معا، وبالتالي فإن نسبة انجاز مشروع تختلف عن نسبة مثيله، كما يجب ألا ننسى ان هناك كليات تعرضت للحريق مما اخّر انجازها، لكن عندما يتحدث اعضاء مجلس الامة عن ضعف الانجاز فمن أي ناحية يقصدون؟ اذا اردنا تقييم الانجاز منذ عام 2004 ممكن أن ندعي أن الانجاز ضعيف لكن الجميع يعرف أن المشروع مر بمراحل عدة، فمثلا مرحلة المخطط الهيكلي اقتضت 7 سنوات لانجازها، وعلى هذا الاساس فإن العمل الفعلي في المشروع لم يبدأ الا في عام 2011.
تأخير
* هل تبدو مرضية، بالنسبة اليكم، نسبة الـ %45 خلال 4 سنوات؟
- طبعا مرضية، ولابد من الاشارة هنا الى ان اكثر مشكلة كانت تواجهنا وتؤخرنا هي التصميم، ففي السابق كانت تتولى التصميم جهة في الجامعة، ونقلت المسؤولية بعد ذلك الى البرنامج الانشائي الذي سرّع مراحل التصميم لبعض المشاريع.
عموما، أرى أن الانجاز يسير وفق الخطة، وكل تأخير له اسبابه.
* وما اسباب التأخير، في تقديركم؟
- احيانا التأخير من المقاول، كما قد يكون من تأخر الحصول على موافقات جهات في الدولة، او لخطأ في التصميم يستدعي ادخال بعض التغييرات اثناء الانشاء، او التأخير بسبب الحرائق التي نشبت في عدد من مباني المشروع.. لا يوجد سبب رئيسي للتأخير.
* في حال تم الانتهاء من انشاء كليات بعينها، هل بالإمكان الانتقال اليها واستخدامها حتى قبل انتهاء المشروع بالكامل؟
- اولى الكليات التي ستنتهي هي الهندسة والبترول والاداب والتربية، وكانت هناك فكرة اطلقت سابقا بعنوان «التشغيل الجزئي» تشير الى انه اذا أكتمل انشاء كليات في عام 2017/2016 يتم استغلالها لاستيعاب الطلبة، لكن ذلك ووجه بمناقشات منطقية، مفادها اننا لا ننشئ مبنىً فقط، بل بيئة تعليمية كاملة ومهيأة، وبالتالي فإن المشروع من الاساس غير مهيأ للتشغيل الجزئي، بل سيكون لدينا تشغيل كلي عند الانتهاء من الحرم الرئيسي.
كما ان التشغيل الجزئي سيكلف الدولة 3 اضعاف ما يكلفه تمديد التشغيل الكلي.
ومع ذلك،ربما سنسمح فقط للعاملين والاساتذة بالانتقال عند انتهاء المباني او حتى طلبة الدراسات العليا لأن عددهم قليل ومتطلباتهم اقل.
ملاحظات
* انتقدكم ديوان المحاسبة بسبب عدم ردكم على ملاحظاته حول الحساب الختامي للمشروع.. ما تعليقكم؟
- هذا الكلام غير صحيح، فنحن كبرنامج انشائي اجبنا على كل ملاحظات الديوان واستجبنا لبعضها، مثل ملاحظته بشأن أن خبرات الجهاز الفني ليست بالمستوى المطلوب، حيث قمنا بتوظيف مهندسين مؤهلين، الى جانب ملاحظة الديوان حول الدورة المستندية في الجامعة فقمنا بتقليص بعض اللجان من 3 إلى لجنة واحدة، وهناك تعاون كبير بيننا وبين ديوان المحاسبة.
لكننا كجهة حكومية محكومة بسلم رواتب محدد، لا نستطيع منافسة القطاع الخاص، لذلك طلبنا استثناء المشروع من هذا البند واجتمعنا مع ديوان الخدمة المدنية لهذا الغرض، الا أن مجلس الخدمة المدنية طلب عدة دراسات ومستندات للموافقة على الاستثناء، وسنقوم بتقديمها من جديد.
* صرحتم في السابق أن ميزانية المشروع زادت بسبب الاختلاط.. رغم أن المشروع مصمم منذ البداية كجامعة منفصلة.. وبالتالي فإن ميزانيته موضوعة على هذا الاساس.. ما تعليقكم؟
- صحيح أن الميزانية موضوعة لجامعة منفصلة، لكن ما عنيته وقتها هو أن تطبيق قانون منع الاختلاط وبناء مبنيين لكل كلية سيزيد التكلفة على ميزانية الدولة، فالنقاش الدائر كان حول مقارنة التكلفة في حال تطبيق منع الاختلاط من عدمه.
* هناك نظرية تقول ان تأخير انجاز المشروع زاد بتكلفته.. فبناء الجامعة في 2004 اقل بكثير من بنائها في 2015؟
- لا شك أن تكلفة البناء مختلفة، لكن يجب تحليل اسباب التأخير، فبعضها يكمن في تغيير مكونات المشروع وتغيير المخطط الهيكلي 3 مرات، فمساحة المشروع كانت اقل، فضلا عن زيادة بعض المباني، مثلا كانت هناك 3 ملاجئ في المشروع أصبحت الآن 29 ملجأ، كما ان الطاقة الاستيعابية كانت 30 الف طالب الآن وصلت إلى 45 الف طالب، فعند زيادة هذه الطاقة يعني زيادة المساحات %30، فكلها اسباب في زيادة تكلفة المشروع، مع عدم اغفال انه لولا «منع الاختلاط» لكانت المساحات مختلفة ولنقصت التكلفة الكلية %40 بسبب ذلك.
تعاون
* هل هناك تعثر من خارج الجامعة يتسبب في التأخير؟
- كل الجهات الحكومية متعاونة، ومشكلتنا في الدورة المستندية وفترتها الزمنية، فعندما نقول اننا ننتهي في عام 2019، فإن ذلك يعني احتساب الدورة المستندية من لجنة المناقصات ثم الفتوى والتشريع وغيرها من الجهات التي تعطي الموافقات، وبما لا يتجاوز 6 أشهر فقط.
* كم تبلغ الميزانية المصروفة في المشروع حتى الآن؟
- لا استطيع حصر المبلغ لكن ميزانية المشروع المعتمدة تبلغ 1.6 مليار دينار، وقد تصل الى 3 مليارات.
لكن يمكن خفض الميزانية اذا اعتمدنا اسلوبا مبسطا في تصميم الحرم الطبي مثلا، وسيساعد ذلك ايضا في تسريع التنفيذ.
ولابد من الاشارة الى ان المشروع يحظى باعلى نسب الصرف المرصودة بالدولة، ففي العام الماضي بلغت نسبة الصرف من الميزانية %91 مما يدل على الانجاز، لا سيما ان نسبة الصرف تزيد في المراحل النهائية ونتوقع ان نصل الى نسبة%100 هذا العام، فالمشروع ماض في النفاذ وليس متعثرا.
الرقابة
بين الرزوقي أن المجتمع الكويتي اختار أن تكون لديه جهات رقابية على الاداء الحكومي، فوفقا للنظام هناك اكثر من جهة تتابع وتراقب المشاريع.. وبالتالي لا يجب مقارنة سرعة الانجاز في الكويت بدول أخرى يكون القرار فيها فرديا.
الحاجة إلى مهندسين
قال الرزوقي إن البرنامج الانشائي يضم 110 موظفين بين اداريين ومهندسين منهم 35 مهندسا بخبرات تتراوح بين عامين و25 عاما، مشيرا الى حاجة المشروع الى زيادة عدد المهندسين إلى اكثر من 40 مهندسا، خاصة أن عدد المشاريع في فترة من الفترات سيصل إلى 20 مشروعا يحتاج كل مشروع فيها الى مهندسين اثنين للمتابعة.
العمارة والحاسوب
اكد قتيبة الرزوقي أن مشاريع البنية التحتية للمدينة الجامعية ستنفذ كلها خلال هذا العام بالحرم الرئيسي، ما عدا مشاريع كليات العمارة وعلوم الهندسة والحاسوب كونها استحدثت مؤخرا.. وهي الآن في مرحلة التصميم.
تسريع التصميم والتنفيذ
لفت الرزوقي الى بعض المشاريع المتأخرة قبل تمديد فترة انتهاء بناء المدينة، هي: مباني الخدمات المساندة، الانشطة الرياضية والمباني الادارية، مشددا على ان انتقال مسؤولية التصميم للبرنامج الانشائي سرع في عملية التصميم والتنفيذ.
بيئة للتدريب
أكد الرزوقي استعانة البرنامج ببعض طلبة كلية الهندسة الذين يترددون على المشروع للتدريب، الى جانب مهندسين متدربين من مختلف التخصصات ترسلهم جهات حكومية، لافتا الى ان بيئة المشروع الذي يعدّ اكبر مشروع للدولة «مناسبة جدا للتدريب».
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: