نبض أرقام
02:18 م
توقيت مكة المكرمة

2025/06/25
2025/06/24

خطة «البلدية» تعرقل زراعة الأعلاف والدعم محدود

2016/10/07 لوسيل

قفزت أسعار الأعلاف الخضراء المحلية والمستوردة بالأسواق «مؤخراً» 100% بالمقارنة بمثيلاتها في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من حظر دول بالمجلس زراعة الأعلاف الخضراء منذ شهور طويلة حرصاً على عدم استنزاف مواردها المائية، وقررت تلك الدول الخليجية الاعتماد على الأعلاف الخضراء المستوردة، وحسب دراسة حصلت «لوسيل» على نسخة منها أعدتها وزارة البلدية والبيئة، تصل مساحة الأعلاف الخضراء المزروعة بالدولة إلى حوالي 5183 هكتارا تمثل حوالي 50% من المساحة المحصولية، وتستهلك إجمالي كمية مياه سنويا تبلغ 130 مليون متر مكعب.

وحفاظا على موارد المياه تنفذ وزارة البلدية والبيئة خطة تستهدف تقليل زراعة الأعلاف الخضراء بنسبة 80% من المساحات الحالية وذلك يوفر 104 ملايين متر مكعب سنوياً يتم استغلالها لزراعة الخضروات.

تفعيل الخطة 

وفي محاولة من الوزارة لتفعيل خطتها خلال العامين الماضيين ربط الدعم المقدم للمزارع بالاستجابة لتقليل مساحات الأعلاف تدريجياً، ونشر البيوت المحمية المبردة لتشجيع زراعة الخضروات كبديل للأعلاف، ويمنع حفر أي آبار جديدة، وردمت الآبار المخالفة.

كما توسعت الوزارة في إنشاء مزارع الأعلاف المروية بمياه الصرف الصحي المعالج لتلبية الطلب المحلي المتزايد على هذه السلعة.

ونصحت بنشر زراعة الأعلاف الموفرة للمياه اللبيد – الصبار العلفي، والتي تم تطبيقها حالياً في أكثر من 22 مزرعة منتجة للأعلاف بقطر.

استهلاك الأعلاف 


ويبلغ الاستهلاك من الأعلاف - حسب بيانات رسمية - نحو 490 ألف طن سنوياً، ويوجد مصنع للأعلاف المركزة ينتج ما بين 10 إلى 20% من احتياجات الغذاء.

إضافة إلى شركة حصاد الغذائية التي تؤمن ما يقرب من 15 إلى 17% من حاجة السوق المحلي من العلف الحيواني، في حين توفر شركة أخرى نحو 40 ألف طن من الأعلاف الخضراء سنوياً، وحسب تلك الإحصاءات، فإن قطر تستورد 294 ألف طن من الأعلاف، أي 60% من الاحتياجات السنوية.

الأسعار نار 

وفي محاولة من «لوسيل» للوقوف على تطورات زيادة الأسعار تجولت في عدد من المزارع والعزب، على مشارف عزبة أبو نخلة، حيث تقف سيارات محملة بأعلاف البرسيم والرودس الخضراء، أبلغ تاجر أعلاف يسمى موسى زين الدين «لوسيل» بأنها أعلاف برسيم خضراء سودانية، الحزمة ثمنها 45 ريالا.

بينما ذكر أحمد علي - بائع رودس يعمل لحساب مزرعة - لـ»لوسيل»، أن الحزمة «20 كيلو جراما» ثمنها يصل لـ 23 ريالا، مؤكدا أن موسم زراعة البرسيم والرودس بقطر انتهى الآن، وسوف نعتمد على بيع البرسيم الأخضر والرودس المستورد والذي ينافس الأعلاف القطرية أحيانا ومع دخول موسم المسابقات زروته يتوقع أن تزداد أسعار كل من الرودس والبرسيم خلال الأسبوعين المقبلين لتصل إلى 50 ريالا للبرسيم و26 ريالا للرودس.

مبررات الغلاء 

وفي إحدى المزارع بالخور سألت «لوسيل» المهندس كمال أحمد، المشرف عليها، عن لغز ارتفاع أسعار الأعلاف بدولة قطر عن الدول المجاورة فأجاب: «إن ذلك يرجع لزراعتها في بيئة أكثر صعوبة ويعود لارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج ومستلزماته».

بينما قال التاجر فؤاد السوداني، لـ»لوسيل»: إن السعودية أكثر قربا من السودان ووسائل النقل إليها أقل كلفة، والرسوم التي تفرضها على واردات البرسيم والرودس أقل، إلى جانب دعم المملكة للأعلاف المحلية والمستوردة، وهو ما تفعله الإمارات أيضا، وذلك ينعكس على السعر النهائي للأعلاف.

أطباق الشعير 

على مشارف عزب لخريب كتبت مسؤولة التسويق بالشركة إعلانا «نبيع الشعير المستنبت»، التقتها «لوسيل» وسألتها: كم سعر الطبق؟ أجابت: الشركة تسوق الطبق 8 كيلو يصلح وجبة لـ 6 رؤوس أغنام أو ماعز، وثمن الطبق الواحد 12 ريالا بواقع 1.5 ريال للكيلو.

وأضافت: نتعاقد شهريا مع المزارع لتوصيل وجبات يومية طازجة للحلال، وأقل كمية يمكن أن نتعاقد عليها 5 أطباق يوميا، مؤكدة أن التوصيل مجاني.

وأضافت أن حبوب الشعير الجاف أكثرها تطلع مع فضلات الحلال، يعني أنه لا يستفيد منها كليا، لهذا قمنا بزراعة هذه الحبوب لتعطي أعلافا تشبه الجت الأخضر - البرسيم - فيها نسبة عالية من البروتين. 

الأسعار الخليجية 

وفي تطور شهدته السعودية ويتعلق بارتفاع أسعار الأعلاف فيها بنسبة 20% لو قارناه بالمستوى الذي وصل إليه الارتفاع بأسعار الأعلاف في قطر فإننا ندرك إلى أي مدى وصلت معاناة مربي الحلال في قطر بسبب الغلاء الفاحش والذي يصل لضعف الأسعار بالسعودية.

هذا التطور يتعلق بمطالبة الكثير من مربي المواشي في مختلف محافظات السعودية أمس - ضمن تصريحات صحفية - بإيجاد حلول عاجلة لمعرفة الأسباب الرئيسية وراء الارتفاعات التي حلت مؤخرًا بأسعار البرسيم، إذ وصل سعر بيع الربطة إلى 27 ريالاً، بعدما كانت تباع بـ23.

وطالب عدد من المواطنين السعوديين وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة بتشكيل لجنة لمراقبة الأسواق وخاصة الأماكن الرئيسية المصدرة للبرسيم، مشيرين إلى أن الزيادة في أسعار البيع وصلت إلى 20% تقريبًا.

هذا، وحسب مصادر صحفية، تشهد سوق الأعلاف في محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية السعودية ارتفاعا في أسعار البرسيم والتبن، اللذين يعدان من الأغذية الرئيسية للمواشي، حيث وصل سعر البرسيم إلى 19 ريالا للربطة الواحدة بعد أن كانت لا تتجاوز 13 ريالا، بينما ارتفع سعر التبن إلى 13 ريالا بدلا من عشرة ريالات سابقا.

وتكشف الإعلانات التي يروج لها تجار الأعلاف في الإمارات أن بالة البرسيم الأخضر درجة أولى التي طولها 1 متر والوزن من 26-30 كجم خالي من الأعشاب، تباع بسعر 30 درهما.

مصادر الاستيراد 

ويقول مسؤولون سودانيون في تصريحات صحفية أيضا إن بلادهم توفر 5% من احتياجات دول الخليج من الأعلاف، بينما يوفر الإنتاج المحلي في تلك الدول، وتوفر الواردات لتلك الدول من باكستان وإيران والهند ودول أوروبية والولايات المتحدة بقية الاحتياجات.

وتستورد قطر طن البرسيم من السودان بـ 350 دولارا، وقال أحد التجار السودانيين لـ«لوسيل»: «للمعلومية هذا السعر شامل أي تكاليف وإذا تريده من غير تكاليف شحن النولون للكمية والتخليص سعر الطن 250 دولارا، سعر البالة 5 دولارات»، وهذا أمر يشير إلى أن الضرائب وتكاليف الشحن تصل الى 25% من تكاليف البيع.

مسؤولية «البلدية»

وختاما يقول الدكتور كمال عمران الخبير الزراعي بمجال الأعلاف، بأنه على الرغم من دأب وسائل الإعلام القطرية في الآونة الأخيرة بأن تعكس معاناة المربين للحلال من أجل توفير الأعلاف، وشكواهم من ارتفاع أسعارها، ودعوتهم لدعم الـ 60% من الكميات التي لا تدعم منها، من أجل تشجيع التنمية بمجالات الثروة الحيوانية، إلا أن وزارة البلدية والبيئة التي تحاول علاج مسألة ندرة المياه على حساب مشروعات تربية الثروة الحيوانية، لم تتبن أيا من الأطروحات البديلة لصناعة وزراعة الأعلاف التي دعا إليها خبراء في الزراعة مثل الشعير المستنبت مثلاً والذي يوفر الأعلاف والمياه والأرض، بل لم تكلف نفسها دعوة هؤلاء الخبراء ومناقشة هذا الأمر، على حد قوله.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.