واصلت الأسواق العالمية انتعاشها في ثالث جلسات الأسبوع، بدعم من حالة التفاؤل باستمرار المفاوضات التجارية بين أمريكا وبعض الدول، إلى جانب ظهور دلائل جديدة تشير إلى انفتاح الفيدرالي على استئناف خفض أسعار الفائدة.
اختتمت المؤشرات الأمريكية تداولات الأربعاء على ارتفاع، وسجّل مؤشر "ناسداك المركب" إغلاقاً قياسياً جديداً، مدفوعاً جزئياً بصعود سهم "إنفيديا"، التي أصبحت - لفترة وجيزة - أول شركة في التاريخ تتجاوز قيمتها السوقية حاجز 4 تريليونات دولار.
جاء ذلك رغم إخطار الإدارة الأمريكية ثماني دول أخرى بالرسوم الجمركية التي ستُطبق عليها بحلول الأول من أغسطس، منها البرازيل التي استهدفها الرئيس "دونالد ترامب" بتعريفة باهظة بنسبة 50%.
وفي أوروبا، أغلقت البورصات الرئيسية على ارتفاع، مدعومة بمكاسب أسهم البنوك، ووسط متابعة الأسواق لمسار المفاوضات الجارية مع واشنطن.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" أن بروكسل تُجري مفاوضات مكثفة مع الجانب الأمريكي، لكنها شددت على استعداد الاتحاد الأوروبي لجميع السيناريوهات في حال تعثّرت المحادثات.
أما في آسيا، ارتفعت البورصة اليابانية رغم تقلب الأداء خلال الجلسة، فيما تراجعت الأسواق الصينية تحت وطأة مخاطر الضغوط التضخمية.
إذ أظهرت بيانات رسمية ارتفاع أسعار المستهلكين في ثاني أكبر اقتصادات العالم - على غير المتوقع - للمرة الأولى في خمسة أشهر، ولكن بوتيرة طفيفة، في حين هبط مؤشر أسعار المنتجين بأعمق وتيرة سنوية منذ يوليو من عام 2023.
وفي أسواق الطاقة، استقرت أسعار النفط وسط توازن بين عوامل صعود وهبوط، أبرزها ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي خلافاً للتوقعات، مقابل تجدد التهديدات الأمنية للملاحة في البحر الأحمر.
وبالنسبة للذهب، ارتفعت أسعار المعدن الأصفر في ضوء حالة الحذر التي تسود بين المستثمرين مع استمرار "ترامب" في نهجهِ التجاري الحمائي، فضلاً عن إشارة محضر اجتماع الفيدرالي الأخير إلى انفتاح صناع السياسة النقدية على احتمال استئناف خفض الفائدة هذا العام.
وأظهر المحضر اتفاق أعضاء الفيدرالي بالإجماع على تثبيت الفائدة، مع تأكيدهم أهمية تبنّي نهجٍ حذر يستند إلى البيانات، ما يعكس أن التريث في التيسير النقدي ليس قراراً فردياً لرئيس البنك "جيروم باول"، رغم مواصلة "ترامب" انتقاداته له، معتبراً أن الفائدة أعلى بـ3% عن المستوى المناسب.
وفي خضم ما تشهده الساحة الدولية من تحولات جذرية، أكد رئيس مجلس الدولة الصيني أن اقتصاد بلاده أظهر مرونة عالية رغم التغيرات المستمرة في البيئة الخارجية، بينما توقع رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أن يتجاوز حجم ثاني أكبر اقتصادات العالم 19.5 تريليون دولار هذا العام.
لكن في المقابل، تظل القيود التكنولوجية الأمريكية حجر عثرة في طريق تحول الصين نحو نموذج "التنمية عالية الجودة"، القائم على الابتكار والتقدم التقني، ليبقى السؤال مفتوحاً: كيف تخطط بكين لتحدي الحظر الأمريكي وقيادة الذكاء الاصطناعي عالمياً؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: