ارتفعت غالبية الأسواق العالمية في ثاني جلسات الأسبوع، رغم مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية مع اقتراب نفاذ التمويل، وفي ظل تقييم المستثمرين لتطورات اقتصادية وتجارية متعددة.
شهدت وول ستريت أداءً إيجابياً في جلسة الثلاثاء، لتسجل مكاسب شهرية وربع سنوية، مع إغلاق مؤشر "داو جونز" الصناعي عند مستوى قياسي، رغم ترجيح الرئيس "دونالد ترامب" احتمال إغلاق الحكومة الفيدرالية بسبب خلاف حزبي حول مشروع قانون التمويل المؤقت.
تسللت مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية إلى الجانب الآخر من الأطلسي، مما حد من ارتفاع الأسواق الأوروبية، التي حققت مكاسب في سبتمبر وعلى مدار الربع الثالث من العام، وذلك رغم تسارع التضخم في ألمانيا بأكثر من المتوقع.
وتعرضت بورصة طوكيو لضغوط دفعتها إلى التراجع، نتيجة تعديل المستثمرين مراكزهم مع نهاية النصف الأول من السنة المالية اليابانية، بينما ارتفعت أسواق الصين القارية قبل عطلة الأسبوع الذهبي التي تبدأ في الأول من أكتوبر.
وتصاعدت حالة عدم اليقين التجاري مجدداً مع مضي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قدماً في سياسته الحمائية، فبعد أن فرض رسوماً جمركية على الأدوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن الثلاثاء عن تعريفات تتراوح بين 10% و25% على الأخشاب وبعض منتجات الأثاث.
وأدت الحرب التجارية، التي أشعلها "ترامب" فور بدء فترته الرئاسية الثانية، إلى صعود متوسط حجم التداولات اليومية في أسواق الصرف الأجنبي عالمياً إلى مستوى قياسي بلغ نحو 10 تريليونات دولار يومياً في أبريل الماضي، وفقاً لتقرير صادر عن بنك التسويات الدولية.
من ناحية أخرى، أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، "كريستين لاجارد"، أن اقتصاد منطقة اليورو صمد في وجه الرسوم الجمركية الأمريكية بدعم من قوة العملة الموحدة، وعدم رد بروكسل بتدابير انتقامية.
وفي أسواق الطاقة، أفادت تقارير بأن تحالف "أوبك+" قد يرفع سقف إنتاجه بمقدار 500 ألف برميل يومياً على مدار 3 أشهر بداية من نوفمبر، وهي زيادة أعلى مما أشارت إليه أنباء تواردت مطلع الأسبوع.
تسبب ذلك في تفاقم الضغوط الهبوطية على أسعار النفط، لتنخفض وتسجل خسائر شهرية وفصلية، لاسيما بعد أن عدلت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات إنتاج السوائل النفطية في يوليو بالرفع إلى مستوى قياسي بلغ 21.218 مليون برميل يومياً.
أما الذهب، فأغلقت العقود الآجلة الأكثر نشاطاً للمعدن النفيس عند مستوى قياسي للمرة الـ 39 في عام 2025، لتحقق مكاسب شهرية وربع سنوية قوية، وسط مخاطر الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتزايد توقعات استمرار الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
حيث أفاد مكتب إحصاءات العمل بأن عدد فرص العمل المتاحة استقر خلال أغسطس، مع تراجع طفيف في التعيينات وعمليات ترك العمل على حد سواء، فيما أشار مسح لمجلس المؤتمرات إلى انخفاض ثقة المستهلكين في سبتمبر لأدنى مستوى منذ 5 أشهر بسبب مخاوف تباطؤ سوق العمل.
وفي خضم هذه التطورات المتلاحقة والمتشابكة، تستقبل الأسواق الربع الأخير من العام بسؤال مهم: كيف يؤثر إغلاق الحكومة الأمريكية على قرار الفيدرالي بشأن الفائدة؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: