بين مطرقة الاضطرابات السياسية وسندان الضبابية الاقتصادية، استطاعت الأسواق العالمية تحقيق أداء إيجابي في ثالث جلسات الأسبوع، وسط رهان المستثمرين على قصر أمد إغلاق الحكومة الأمريكية.
أنهت وول ستريت تعاملات الأربعاء عند مستوى قياسي، رغم إغلاق الحكومة الأمريكية جزئياً للمرة الأولى منذ 7 سنوات، بعد نفاذ التمويل إثر خلاف حزبي حول بنود خطط تمويل مؤقتة، فشل تمرير إحداها بعد ساعات فقط من الإغلاق.
وتلقت الأصول الأمريكية دعماً إضافياً من آمال مواصلة الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في اجتماع هذا الشهر، بعدما أظهر تقرير "إيه دي بي" خسارة القطاع الخاص وظائف في سبتمبر خلافاً للتوقعات.
كما كشف مسح من معهد إدارة التوريد (آي إس إم) عن انكماش نشاط التصنيع بالولايات المتحدة في سبتمبر للشهر السابع على التوالي مع تراجع الطلب، فيما واصل الإنتاج النمو رغم مخاوف الشركات من الانزلاق إلى ركود تضخمي بسبب ضغوط التكاليف والرسوم الجمركية.
وفي القارة العجوز، ارتفعت الأسواق الرئيسية بدعم من أداء إيجابي لأسهم قطاع الأدوية، وقراءة معدل التضخم في منطقة اليورو التي جاءت متماشية مع التقديرات رغم تجاوزه المستوى المستهدف، حيث تسارع إلى 2.2% في سبتمبر من 2% في أغسطس.
على الصعيد الآسيوي، تراجعت الأسهم اليابانية للجلسة الرابعة على التوالي مع استمرار موجة جني للأرباح، فيما أغلقت البورصات الصينية أبوابها احتفالاً بالعيد الوطني الذي تزامن مع بدء عطلة الأسبوع الذهبي.
وامتدت تداعيات الإغلاق الحكومي؛ الذي قالت وكالة "فيتش" إنه يعكس ضعف السياسات المالية الأمريكية؛ لتدفع الدولار إلى التراجع، فيما هبطت عوائد سندات الخزانة نتيجة احتمالات التيسير النقدي إلى جانب تدهور آفاق سوق العمل.
لكن الذهب استفاد من الناحيتين، إذ حققت العقود الآجلة الأكثر نشاطاً للمعدن النفيس الإغلاق القياسي الأربعين في عام 2025، مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، والرهان على مواصلة الفيدرالي خفض تكاليف الاقتراض.
أما النفط، فتراجع تحت وطأة ضبابية آفاق الاقتصاد الأمريكي، علاوة على مخاوف ضعف الاستهلاك في آسيا، إذ كشفت مسوح شهرية أجرتها "إس آند بي جلوبال" عن انكماش نشاط التصنيع في أغلب الاقتصادات الكبرى بالقارة.
وتعرض الذهب الأسود لضغوط إضافية من ارتفاع مخزونات الخام في أمريكا بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى استمرار أصداء التكهنات حول زيادة تحالف "أوبك+" سقف الإنتاج 500 ألف برميل يومياً في نوفمبر، رغم أن منظمة "أوبك" نفت الأمر رسمياً.
بالعودة إلى الشأن الأمريكي، قال نائب الرئيس، "جيه دي فانس"، إن إغلاق الحكومة لن يطول في تقديره، فيما علّقت المحكمة العليا قرار "ترامب" بإقالة "ليزا كوك" من مجلس الفيدرالي لحين الاستماع إلى المرافعات في يناير المقبل.
ومع توجه كافة الأنظار نحو مبنى الكابيتول في المرحلة الراهنة، يبقى السؤال الشاغل والأبرز: كيف يؤثر الإغلاق الحكومي في أمريكا على الأسواق العالمية؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: