شهدت البورصات العالمية زخماً قوياً في مستهل تعاملات الأسبوع، رغم اضطراب المشهدين الاقتصادي والسياسي في عدد من الاقتصادات الكبرى، واستمرار الرئيس الأمريكي في تنفيذ أجندته التجارية الحمائية.
حققت وول ستريت إغلاقاً قياسياً في ختام جلسة الإثنين، مدفوعة بعمليات دمج واستحواذ ضخمة، من أبرزها اتفاق "إيه إم دي" مع "أوبن إيه آي" على إمدادها برقائق إلكترونية، في إطار صفقة قد تستحوذ بموجبها مطورة "شات جي بي تي" على حصة في صانعة أشباه الموصلات.
وكشف بنك "فيفث ثيرد بانكورب" عن اتفاق لشراء مصرف "كوميريكا" في صفقة تناهز قيمتها 11 مليار دولار قد يتمخض عنها تأسيس تاسع أكبر مصرف في الولايات المتحدة، فيما وافق مساهمو "تشارت إندستريز" على استحواذ شركة "بيكر هيوز" عليها في صفقة بقيمة 13.6 مليار دولار.
في القارة العجوز، تباينت البورصات الأوروبية الرئيسية بين الارتفاع والانخفاض، وسط تفاقم حدة الأزمة السياسية في فرنسا مع استقالة رئيس الوزراء "سيباستيان لوكورنو" بعد 24 ساعة فقط من تشكيل الحكومة، وأقل من شهر على تعيينه في المنصب.
ورغم تعرض اليورو إلى ضغوط جراء الاضطرابات في فرنسا، تراجع الين مقابل العملة الأوروبية الموحدة لأدنى مستوياته على الإطلاق، بعد فوز "ساناي تاكايشي" في انتخابات رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني، وسط توقعات بتبنيها سياسات اقتصادية توسعية إذا تولت رئاسة الحكومة المقبلة.
لكن ضعف الين انعكس إيجاباً على بورصة طوكيو، إذ تجاوز مؤشر "نيكي 225" مستوى 48 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه خلال التعاملات، ورغم أنه قلّص مكاسبه بعض الشيء، إلا أنه حقق إغلاقاً قياسياً.
وفيما يتعلق بأسواق السلع الأساسية، ارتفعت أسعار عقود السكر الخام في نيويورك إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع مع تعافيه من ضغوط تعرض لها الأسبوع الماضي، بينما قفزت أسعار النفط بنحو 1.5% نتيجة عوامل مختلفة، منها إقرار "أوبك+" زيادة أقل من المتوقعة في سقف الإنتاج اعتباراً من نوفمبر.
وتواردت تقارير صحفية حول تعطل أكبر وحدة تكرير في مصفاة "كيريشي" الروسية بسبب هجوم بمسيّرة أوكرانية، في حين أعلنت الدنمارك عن تشديد إجراءات التفتيش البيئي على ناقلات النفط التي تعبر الممرات الملاحية بين بحر البلطيق وبحر الشمال، في خطوة تهدف إلى التضييق على "أسطول الظل" الروسي.
أما عن الذهب، فسجلت العقود الآجلة الأكثر نشاطاً للمعدن النفيس الإغلاق القياسي رقم 42 في عام 2025، مع تجدد الاضطرابات السياسية في القارة العجوز، إلى جانب توقعات إقرار الفيدرالي خفضاً جديداً لأسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب هذا الشهر.
وتلقى الذهب دعماً إضافياً من مُضي الإدارة الأمريكية في سياستها التجارية الحمائية، حيث أعلن الرئيس "دونالد ترامب" عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات الشاحنات المتوسطة والثقيلة اعتباراً من مطلع نوفمبر المقبل.
ورغم ارتفاع الدولار الأمريكي بسبب تدهور قيمة اليورو والين، حافظت البيتكوين على زخمها مع كثافة إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة في مواجهة تقلبات العملة الخضراء في ظل دخول إغلاق الحكومة الفيدرالية يومه السادس، وسط انقسام حزبي حول أولويات الإنفاق.
ومنذ توليه المنصب لولاية ثانية، يواصل "ترامب" اتباع سياسات تهدد مكانة عملة الاحتياطي العالمي، ليظل السؤال: هل يشكل الإغلاق الحكومي خطراً على الدولار؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: