نبض أرقام
09:21 م
توقيت مكة المكرمة

2025/10/08
2025/10/07

جوبز بنى الرؤية وكوك حصد الأرباح .. كيف أعادت آبل تعريف النجاح؟

04:15 م (بتوقيت مكة) أرقام - خاص

في عالم التكنولوجيا المُعاصر، لا توجد قصة قيادة أكثر تباينًا وإثارة للجدل من المسار الذي سلكته "آبل" تحت إشراف رئيسين تنفيذيين مختلفين، فإذا كان "ستيف جوبز"، هو المهندس الذي بنى الشركة، فإن "تيم كوك" هو الاستراتيجي الذي جعلها لا تُقهر اقتصاديًا، حيث قادها من شركة بقيمة سوقية أقل من 400 مليار دولار إلى أول شركة في التاريخ تتجاوز حاجز الثلاثة تريليونات دولار.

 

 

النهج الإداري

- اعتمد "جوبز" على رؤية شخصية جريئة، حيث كانت قراراته تُبنى على حدسه وإيمانه بما يجب أن يكون عليه المنتج المثالي، بغض النظر عن دراسات السوق التقليدية، وفي المقابل، تبنى "كوك" أسلوباً أكثر تحليلاً ومنهجية، مستفيداً من خلفيته في إدارة سلاسل التوريد وخبرته التشغيلية الواسعة التي اكتسبها على مدى 13 عاماً كمدير للعمليات قبل توليه منصب الرئيس التنفيذي.

 

تحول القيادة

- عندما تولى "كوك" رئاسة الشركة عام 2011 بعد وفاة "جوبز"، لم يكن يسعى لتقليد سلفه بل لإعادة تعريف النجاح وفق معايير الإدارة الحديثة، فلم تعد "آبل" تُقاس فقط بعدد المنتجات الثورية، حيث اتجهت الإدارة نحو ما يمكن تسميته "التحول من الإلهام الفردي إلى الكفاءة المؤسسية"، ليصبح التقدم التدريجي أهم من القفزات المفاجئة.

 

مركز الإبداع

- بينما كان "جوبز" يصنع منتجات تُلهب خيال المستهلك، أعاد "كوك" توجيه الابتكار إلى ما وراء الكواليس: إلى الرقائق، والعمليات التشغيلية، وسلاسل الإمداد، لينتقل الإبداع إلى البنية التحتية التي تضمن جودة المنتج النهائي، وهو ما جعل الشركة أكثر قدرة على التكيّف مع الأزمات بفضل بناء منظومة تشغيلية ذكية ومرنة تحافظ على الاتساق والربحية حتى في الظروف الصعبة.

 

الاستدامة بدل المغامرة

- كانت فلسفة "جوبز" تعتبر الربح نتيجةً للرؤية وليس هدفًا بحد ذاته؛ فكل منتج ناجح هو تأكيد على صدق الفكرة لا أكثر، أما في عهد "كوك"، فقد أصبحت الرؤية تُبرَّر بالأرباح، وبدأت الشركة تقيس نجاحها بمدى كفاءتها التشغيلية وتأثيرها في السوق لا بجرأة منتجاتها، وهو ما جعل "آبل" أكثر استقرارًا وربحية، لكنها أقل اندفاعًا نحو التجديد السريع.

 

التكامل الرأسي

- منذ عام 2020، أعادت "آبل" تعريف مفهوم الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، عبر تصميم كل شرائحها الداخلية بنفسها (من سلسلة "إيه" في الجوالات إلى سلسلة "إم" في أجهزة "ماك")، لتنهي بذلك علاقة امتدت 15 عامًا مع "إنتل"، ما منحها قدرة على التحكم الكامل في الأداء والتكلفة وسرعة الابتكار، وجعلها المثال الأبرز لشركة تمزج بين الهندسة الدقيقة والإدارة المحترفة.

 

رحلة شركة "آبل" خلال 28 عامًا

البيان

 

ستيف جوبز

(1997 – 2011)

 

تيم كوك

(2011 – 2025)

 

القيمة السوقية في البداية (مليار دولار)

 

 

2.5

 

347

 

التغير في القيمة السوقية خلال 14 عامًا (مليار دولار)

 

 

344.5

 

3103

 

نسبة النمو خلال الفترة

 

 

13900%

 

%966

أبرز المنتجات

 

 

"آي ماك" - "آي بود" - "آيفون" - "ماك بوك آير" - "آب ستور" - "آيباد" - "آي كلاود"

 

 

"ماك برو" - "آبل ووتش" - "آبل باي" -"إيربودز" - شريحة "إم 1"  - "آير تاج" - "آبل فيجن برو"

          

 

أرباح قياسية

- في عام 2022، وصلت "آبل" إلى إنجاز لم تسبقها إليه شركة في التاريخ: تخطت قيمتها السوقية حاجز 3 تريليونات دولار، ولم يكن هذا الإنجاز مجرد تتويج لنجاح منتج أو عام قوي، بل شهادة على متانة نموذجها المالي الذي بناه "كوك" عبر تنويع الإيرادات، حيث تحولت "آبل" من شركة منتجات إلى منظومة اقتصادية متكاملة تتغذى على تكرار الاستخدام أكثر من إطلاق الابتكارات.

 

منتجات وخدمات آبل في عهد ستيف جوبز

الفئة

أبرز المنتجات

أجهزة ماك

آي ماك جي 3، ماك بوك برو، ماك بوك إير

نظام التشغيل

ماك أو إس إكس

الصوت

آيبود، آي تيونز ستور

الجوالات الذكية

أيفون

الأجهزة اللوحية

أيباد

المنصات

آب ستور

الخدمات السحابية

آي كلاود

 

منتجات وخدمات آبل في عهد تيم كوك

الفئة

أبرز المنتجات

الخدمات

آبل باي، آبل ميوزك، آبل تي في بلس، آبل آركيد، آبل كارد

الشرائح الإلكترونية

إم 1، إم 2، إم 3، إم 4

الأجهزة القابلة للارتداء

آبل ووتش، آبل ووتش ألترا

الصوتيات

إير بودز، هوم بود

أجهزة ماك

ماك برو

الحوسبة المكانية

آبل فيجن برو

الإكسسوارات

إير تاج

 

تقاعد القادة

- تقترب شركة "آبل" من مرحلة انتقالية في هرمها القيادي، مع بلوغ معظم كبار التنفيذيين فيها سن التقاعد خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يفتح الباب أمام جيل جديد من القيادات بحلول عام 2030، وتشير البيانات إلى أن "كوك" البالغ من العمر 64 عامًا هو الأقرب إلى التقاعد، فيما يتراوح عمر معظم أعضاء الإدارة العليا بين الخمسينات والستينات.

 

بين الهوية والتجديد

- مع اقتراب "كوك" من عقده الرابع داخل الشركة، تزداد التكهنات حول خليفته المحتمل "جون تيرنوس"، رئيس قسم الأجهزة، لتمثل هذه المرحلة اختبارًا وجوديًا لـ"آبل": هل تستطيع الحفاظ على هويتها في عالم يتغير بسرعة فائقة؟ التحدي القادم لا يقتصر على المنتجات، بل على القدرة على الموازنة بين إرث "جوبز" القائم على الجرأة، ونموذج "كوك" القائم على الانضباط، حيث سيكون الحفاظ على التوازن بين الهوية والتجديد المحك الحقيقي لنجاح الجيل التالي من قادة "آبل".

 

المصادر: أرقام – فورونوي آب – آبل إنسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.