خيّم الترقب على الأسواق العالمية في رابع جلسات الأسبوع، مع تقييم المستثمرين قرارات عدد من البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، ومتابعة مخرجات القمة التجارية بين الرئيسين الأمريكي والصيني.

شهدت وول ستريت أداءً سلبياً في ختام تعاملات الخميس، متأثرة بتراجع أسهم "ميتا" و"مايكروسوفت" في ظل مخاوف بشأن تزايد إنفاق الشركتين على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة بالتقنية الناشئة.
وتراجعت البورصات الأوروبية الرئيسية بعد تثبيت البنك المركزي أسعار الفائدة الرئيسية للاجتماع الثالث على التوالي، محذراً من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات والنمو الاقتصادي في منطقة اليورو، الذي بلغ 0.20% في الربع الثالث من العام، متجاوزاً التوقعات عند 0.10% فقط.
في آسيا، تباينت مؤشرات الأسهم اليابانية بعد تثبيت البنك المركزي تكاليف الاقتراض، مؤكداً أنه سيواصل رفعها في حال تحرك الاقتصاد في المسار المتوقع.

أما عن الصين، فتحولت بورصات البر الرئيسي للانخفاض عند الإغلاق بعد انتهاء القمة التجارية بين الرئيس "شي جين بينج" ونظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، والتي لم تُسفر -وفق تقديرات الخبراء- عن تقدم ملموس يُنهي النزاع بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم.
واتفق الجانبان على خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية من 57% إلى 47% لمدة ثلاث سنوات، مقابل استئناف بكين وارداتها من فول الصويا والحاصلات الزراعية الأمريكية، وتخفيف القيود على صادرات المعادن النادرة في اتفاقية فرعية تُراجع سنوياً.
لكن غياب اتفاق شامل ينظّم العلاقات التجارية أو يحدد إطاراً واضحاً لقضايا حساسة مثل القيود الأمريكية على صادرات الرقائق التكنولوجية المتقدمة، أو الرسوم المتبادلة على الموانئ، جعل مخرجات القمة تبدو هشة في تقدير المستثمرين والمحللين.

هذه الهشاشة انعكست إيجاباً على أسعار الذهب التي تلقت دعماً إضافياً من قرار الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، رغم تشكيك رئيس البنك، "جيروم باول"، في مواصلة التيسير، لتدفع هذه الضبابية النقدية العملات المشفرة إلى التراجع.
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط مع تقييم المستثمرين آفاق الهدنة التجارية، إلى جانب استمرار الزخم الناتج عن انخفاض المخزونات الأمريكية من الخام الأسبوع الماضي، فيما تتجه الأنظار إلى اجتماع "أوبك+" المقرر عقده في الثاني من نوفمبر، وسط تكهنات بإقرار زيادة جديدة في سقف الإنتاج.
وأفادت تقارير بأن صادرات النفط من بحر الشمال تتجه لتسجيل أعلى مستوى منذ حوالي 8 سنوات في ديسمبر، ما فاقم مخاوف وفرة المعروض العالمي، في حين بدأت المصافي الهندية البحث عن بدائل للنفط الروسي في الأسواق الفورية بسبب تشديد العقوبات الأمريكية على موسكو.

على الصعيد الجيوسياسي، ناقش الرئيسان الأمريكي والصيني الحرب في أوكرانيا، فيما أمر "ترامب" وزارة الحرب بإجراء اختبارات نووية رداً على ما وصفه بتصعيد روسيا في برامجها التجريبية، ونفت موسكو اختبار أي أسلحة نووية مؤخراً، لكنها أبدت استعداداً للرد بالمثل إذا استأنفت واشنطن مثل هذه التجارب.
تلك التطورات المتسارعة تترك الأفراد في قلق دائم بشأن منظومات الضمان الاجتماعي، وتجعل أحد أهم التساؤلات في المرحلة الراهنة: هل أصبحت الشيخوخة وانخفاض العوائد كابوساً يطارد صناديق التقاعد؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: