غيرت مدرسة خاصة في سان فرانسيسكو تدعى "ألفا" Alpha طريقة تعلم الطلاب من خلال جعل الذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا، إذ تتخلى عن الدرجات وحتى المعلمين، وتتولى التكنولوجيا إدارة الدروس وتزعم أن الطلاب يستطيعون التعلم أسرع بمرتين من نظرائهم في المدارس التقليدية بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

نظام التعليم
فتحت المدرسة في سان فرانسيسكو أبوابها للطلاب هذا الخريف، في أحدث فرع لشبكة تضم 14 مدرسة خاصة على مستوى الولايات المتحدة، يقضي الطلاب ساعتين فقط في دراسة المواد الأساسية التقليدية كالتاريخ والرياضيات التي يتم تدريسها جميعًا عبر تطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تحتوي على خاصية الدردشة، لكنها تتكيف مع وتيرة الطلاب وأساليب تعلمهم، وتدار الفصول الدراسية باستخدام كتب وخطط دروس معدة بواسطة الذكاء الاصطناعي
تنمية المهارات
يخصص بقية اليوم لتعلم مهارات حياتية من خلال أنشطة إبداعية مثل تصميم وترخيص وتشغيل شاحنة طعام، والتي تعزز العمل الجماعي والمهارات الاجتماعية والمعرفة المالية، وبدلاً من تلقي التعليمات من المعلمين - مثل المدارس التقليدية – يشرف على الطلاب "مرشدون" يدربونهم على عملية يمكن وصفها بذاتية التوجيه.
تجربة تعليمية تناسب كل طالب
أوضحت "ألفا" أن برنامجها يسمح بتخصيص الدروس بما يتناسب مع احتياجات كل طفل، وسد فجوات التعلم والتباطؤ في بعض المواد وتسريعها في مواد أخرى، وأكدت أن روبوتات الدردشة لا تلعب أي دور في أسلوبها التربوي، وتزعم "ماكنزي برايس" المؤسسة المشاركة للمدرسة أن طلاب "ألفا" يمكنهم التعلم أسرع عشر مرات من طلاب التعليم التقليدي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

نهج تقني
بالتالي، لا يختلف اعتماد "ألفا" التكنولوجي بصورة جوهرية عما اعتاد عليه الأمريكيون في الفصول الدراسية، إذ تستخدم الشاشات ولكن ليس بصورة مستمرة، وتخصص التطبيقات مع الإشراف، إلى جانب وجود شخص بالغ في كل فصل دراسي، بينما يكمن التغيير الرئيسي في عدم الاعتماد على المعلمين.
مجرد بداية
بدأت المدرسة بخمسة عشر طالبًا فقط، لكنها تهدف إلى تسجيل 75 طالبًا في خريف العام المقبل، مع إتاحة منح دراسية لبعض العائلات، لأن تكلفة الدراسة السنوية بها باهظة تبلغ 75 ألف دولار سنويًا، لكن تزعم "ألفا" أن طلابها – في الفروع الأخرى - يحصلون على درجات أعلى من المعدلات الوطنية في كافة المراحل الدراسية بما يتراوح بين 1% و2%، وأن 90% من طلابها يحبون الدراسة.
هل النتائج دقيقة؟
يقلق الخبراء من أن خلفية طلاب "ألفا" تؤثر سلبًا على تقييم ما إذا كانت أساليب المدرسة تحسن نتائج التعلم بمعدل عالمي، لأن أغلبهم من عائلات ثرية وبالتالي يمكنهم الوصول لموارد أخرى تهيئهم للنجاح الأكاديمي، لكن ترفض المدرسة تلك الانتقادات وتزعم أن نموذجها لديه القدرة على تحسين التحصيل الدراسي لكافة الطلاب.

مخاوف
لكن التركيز الكبير على الذكاء الاصطناعي في مدارس مثل "ألفا" وادعاءاتها بالنجاح وتكاليف الدراسة السنوية الباهظة لبعضها يثير قلق الباحثين في مجال التعليم والتكنولوجيا رغم إقرارهم بدور الذكاء الاصطناعي المهم في المستقبل، لذا يرون ضرورة التقييم الدقيق لهذه البرامج، كما أنهم يرون أن هذا النموذج لا يناسب كافة الطلاب.
الخلاصة
بينما استخدم 60% من المعلمين في الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي في العام الدراسي 2024-2025، حسب استطلاع "جالوب"، إلا أن الجميع لا يؤيد فكرة استبدال التكنولوجيا للمعلمين البشريين تمامًا، رغم توقع "ترامب" أمرًا تنفيذيًا في أبريل يعطي الضوء الأخضر لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
المصادر: سي بي إس نيوز – الجارديان – "سان فرانسيسكو ستاندرد"
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: