عمار حسين الشريك المساعد في قسم الأبحاث بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى نايت فرانك
قال عمار حسين، الشريك المساعد في قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى نايت فرانك، إن التجارة الإلكترونية أصبحت تمثل نحو 36% من إجمالي معاملات نقاط البيع في السعودية خاصة في فئات السلع الترفيهية والسلع الاستهلاكية، لكنها لم تؤثر سلباً على المتاجر التقليدية.
وأضاف في لقاء مع أرقام، أن كلاً من قنوات البيع الإلكترونية ونقاط البيع نمت بنسبة 5% خلال النصف الأول من 2025، ما يعكس نموًا عامًا في الإنفاق بدلاً من استبدال قناة بأخرى.
وحذّر حسين من أن المراكز التجارية التي تعتمد فقط على المعاملات دون تقديم تجربة متكاملة تواجه خطر فقدان جاذبيتها، مؤكداً أن المتاجر الفعلية تحتاج اليوم إلى توفير تجارب تفاعلية، وفعاليات مؤقتة، وعروض طعام متميزة، وخدمات متكاملة مثل "استلم من المتجر" وسياسات الإرجاع المرنة للحفاظ على الزوار.
وأوضح حسين أن متوسط الإنفاق الفردي في قطاع التجزئة يتراوح بين 100 و400 ريال للزيارة الواحدة، حيث أظهرت البيانات أن 71% من المستهلكين ينفقون ضمن هذا النطاق، ويرتبط ذلك بالدخل الشهري والغرض من الزيارة ونوعية المشتريات.
وقال إن الشريحة المتوسطة تميل إلى إنفاق 100–300 ريال، في حين تتجاوز شريحة الدخل المرتفع حاجز الألف ريال للزيارة، ما يشير إلى وجود سوق مزدوج يجمع بين تجزئة القيمة والقطاع المتميز.
وأشار إلى أن حجم الإنفاق في قطاع التجزئة في السعودية بلغ 1.41 تريليون ريال في عام 2024، بنمو سنوي قدره 7%، مدعوماً بتركيبة سكانية شابة ذات وعي رقمي، وتزايد الاعتماد على الدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية، إضافة إلى بحث المستهلكين المستمر عن القيمة.
وتوقع حسين استمرار هذا الزخم الإيجابي خلال 2025 وما بعدها، في ظل تنامي الاعتماد على أدوات الدفع المتنوعة بما في ذلك "اشترِ الآن وادفع لاحقاً"، التي تسهم في توسيع السلة الشرائية وتعزيز مشاركة شرائح أوسع من المستهلكين.
وحول القطاعات الأكثر أداءً، قال حسين إن قطاع الأغذية والمشروبات يتصدر المشهد، حيث استحوذت المطاعم والمقاهي على نحو 29% من إجمالي معاملات نقاط البيع في الربع الأول 2025، مدعوماً بزيادة الإقبال على العروض الترويجية، وقنوات التسوق المتعددة، والتجارب المدفوعة بنمط الحياة وخيارات الخدمة السريعة، لا سيما مع استمرار نمط العمل الهجين.
وفيما يتعلق بالتوسع المستقبلي، لفت حسين إلى أن المملكة تستعد لإضافة نحو 4.9 مليون متر مربع من المساحات التجارية الجديدة بحلول 2030، منها أكثر من 600 ألف متر مربع في الرياض فقط عبر مشروعي "ذا أفنيوز" و"ساحة الدرعية" خلال 2026 إلى 2027.
وأشار إلى أن الخطر قائم في حال افتقرت المشاريع الجديدة إلى عروض واضحة ومتميزة، في حين أن المشاريع الأكثر قدرة على الصمود هي التي تدمج بين الاستخدامات المتعددة، والتجارب الغنية، والعروض الغذائية المتخصصة، بما يتماشى مع الخطط العمرانية للمناطق.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: