»دبي للألماس« توسع نطاق عملياتها عالمياً

حدد الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة الأولوية الرئيسية التي تتصدر أجندة عمل بورصة دبي للألماس خلال العام الجاري بأنها تتمثل في توسيع نطاق عملياتها على مستوي العالم من خلال استكشاف آفاق توثيق روابط التعاون مع نظيراتها في مراكز العالمية كلندن ونيويورك، وتأتي هذه الانطلاقة النوعية في التوجهات الاستراتيجية للبورصة بمثابة ترجمة للنجاحات التي سجلتها علي مدار عشر سنوات، بحيث باتت في نظر الكثير من تجار الألماس إحدى المحركات الرئيسية لنمو أسواق الألماس المحلية والإقليمية بشكل ساهم في تمتين مكانة دبي كمركز عالمي لتجارة الألماس .

وتحدث أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة لـ " البيان الاقتصادي " عن مغزى توجه بورصة دبي للألماس نحو توثيق تعاونها مع البورصات العالمية المماثلة بقوله : تتصدر أولوية توسيع التغطية الدولية أجندة أعمال بورصة دبي للألماس لهذا العام، وذلك بهدف الانطلاق بها نحو أسواق أخرى جديدة.

وعرض بن سليم أسماء بعض البورصات العالمية التي تم فتح النقاش معها بشأن استكشاف مجالات التعاون والعمل المشترك قائلًا: لقد قمت مؤخراً بزيارة إلى كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على رأس وفد ضم كبار أعضاء بورصة دبي للألماس، حيث أجرينا مباحثات هاري ليفي رئيس نادي بورصة لندن للألماس هدفت إلى استكشاف فرص إعطاء المزيد من الزخم لنمو تجارة الألماس العالمية من خلال تطوير شراكات أعمال طويلة الأجل مع الشركاء الرئيسيين في الصناعة، وأجرينا لقاء مماثلًا مع ريفين كوفمان رئيس نادي تجار الألماس في نيويورك، تناول القضايا والمسائل التي تؤثر على تجارة الألماس.


المقصد المفضل

وتأتي انطلاقة بورصة دبي للألماس نحو توثيق علاقاتها مع نظيراتها في مراكز الألماس العالمية، بعدما نجح مركز دبي للسلع المتعددة في توطيد مكانة إمارة دبي كواحدة من المراكز الرئيسية لتجارة الألماس في العالم، وعرض بن سليم ابرز تعبيرات وتجليات هذه المكانة بقوله : أصبح مركز دبي للسلع المتعددة في غضون فترة وجيزة تصل تقريبا إلى 10 سنوات، أحد أكبر مراكز تجارة الألماس في العالم، ويتمحور تركيزنا في المركز على تحقيق قيمة مضافة لصناعة الألماس، ونحن سوف نبقى من دون شك المقصد المفضل مهما تكن الظروف التي قد تتواجد في الأسواق.

ويؤمن بن سليم بأن إمارة دبي قد نجحت في أن تقدم لأسواق السلع مقصداً ذا قيمة متفردة ومتميزة، وأنه لا يوجد أدنى شك بأن دبي سوف تواصل مسيرة نموها، وستتزايد أهميتها بوصفها مركزاً تجارياً عالمياً، وذلك رغم ما وجهته صناعة الألماس في العام الجاري من تحديات أسوة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى وهي تحديات ناجمة عن العديد من الظروف والأوضاع المعاكسة، منها الهواجس الاقتصادية وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والهند، وارتفاع أسعار الألماس وتشدد الإمدادات.


مواجهة التحديات

وبسؤاله عما إذا كان يعتقد بأن بورصة دبي للألماس تؤدي دورها بكفاءة كفؤة في تلبية احتياجات اللاعبين في تجارة الألماس، أجاب بلهجة حاسمة وقاطعة قائلا : نعم وبشكل مطلق، فعلى سبيل المثال في العام 2002، نحن قمنا بتسهيل تجارة الألماس الخام والمصقول بقيمة بلغت 3 مليارات دولار، ارتفع هذا الرقم في العام 2011 ليصل إلى 39 مليار دولار، وهو ما يبين أهمية بورصة دبي للألماس بالنسبة للشركات التي تتخذ من إمارة دبي مقراً لعملياتها وأنشطتها.

وتابع بقوله : تمكنت بورصة دبي للألماس من بلوغ هذه المكانة بفضل ما تقدمه من خدمات ذات قيمة مضافة، مثل معامل فحص قطع الألماس وخزائن آمنة لحفظ المجوهرات، وأطر تنظيمية شفافة، وبنية تحتية بالغة التقدم، كما تم تكليف بورصة دبي للألماس بإقامة مكتب مسئول عن تنفيذ عملية كيمبرلي نيابة عن هيئة الاتحادية للجمارك، إذ تعتبر الإمارات أول دولة عربية تنفذ بنود معاهدة كيمبرلي، وهو وضع من شأنه أن يسمح لنا بأن نعمل بأعلى مستوى شفافية ممكن فيما يتعلق بتجارة الألماس الخام، وأن نؤسس سوقاً لصناعة الألماس.

واتفق نيشيت ميهتا مدير مجموعة غيتانجالى للمجوهرات مع رأي الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة بشأن الدور المهم الذي تلعبه بورصة دبي للألماس في توفير خدمات كفؤة وفعالة لصناعة وتجارة الألماس قائلا : بالتأكيد، فعندما نعقد مقارنة بين سوق الألماس في دبي منذ عشر سنوات مضت، وما آل إليه في الوقت الحالي، يتبين لنا حجم الإنجازات الكبيرة التي تحققت ، ولا أعتقد أنه ممكنا عرض كافة الجهود التي بذلتها دبي لكي تصبح مركزا للألماس، ويعود الفضل في توطيد مكانة دبي كمركز لتجارة الألماس إلى العمل الجاد الذي قام به كل من مركز دبي للسلع المتعددة وبورصة دبي للألماس، فبفضل هذه المؤسسات ، صارت دبي لاعبا رائدا في صناعة الألماس .

وتناول نيشيت ميهتا محركات الرئيسية المحفزة علي نمو سوق الألماس في الإمارات بقوله : تمتلك الإمارات بيئة أعمال مواتية، فمن السهل جداً فتح مكتب في الإمارات، حيث لا توجد عوائق بيروقراطية كتلك التي نراها في العديد من الدول الأخرى، كما أن لدى الإمارات بنية تحتية بالغة التطور، فضلا عن الإمارات تقع عند ملتقى الطرق بين أوروبا والهند والدول الأخرى في الشرق الأوسط، فهي تعد بمثابة بوابة لأسواق الألماس في الدول الصاعدة، حيث تتواجد في الإمارات المجوهرات ذات العلامات التجارية الذائعة الصيت بدءا من «هاري وينستون» و«تيفاني» و«غيتانجإلى» وصولا إلى العلامات التجارية المحلية ذات العيار الثقيل، منها «داماس» و«لوكاس» و«بيور جولد».

وتمتلك هذه العلامات تواجدا غير قاصر على محل أو اثنين، بل شبكات ضخمة تتألف من منافذ بيع متعددة، وتحظى العلامات التجارية بتقدير بالغ هنا، وهو ما يخلق قيمة تطلعيه تسهم في تعزيز مبيعات المجوهرات عموما بما في ذلك تلك التي لا تحمل علامات تجارية.

وتنشد بورصة دبي للألماس تحقيق المزيد والمزيد من الارتقاء في وضعيتها العالمية ، وهو ما يأتي أحمد بن سليم على ذكره بقوله : على الرغم من كل هذه النجاحات التي سجلناها، إلا أننا ننشد تحقيق المزيد والمزيد، فنحن قمنا مؤخرا بإعادة تشكيل مجلس إدارة بورصة دبي للألماس بغرض تعزيز تواصل البورصة مع السوق الذي تقوم بخدمته، إذ يضم أعضاء مجلس الإدارة الآن ممثلين عن مختلف حلقات الصناعة، بما في ذلك الدول المنتجة ومصنعي المجوهرات، إلى جانب ممثلين عن أسواق الاستهلاك.


قوة المقومات

وترتكز هذه التطلعات والطموحات علي قاعدة صلبة من المقومات التي تكسب تجارة الألماس في دبي المزيد من التألق والازدهار ، ويبرز من بينها النمو المتواصل في الطلب على الألماس، وذلك على الصعيدين الإقليمي والمحلي، ويتناول نيشيت ميهتا هذه النقطة بقوله : نحن شاهدنا صعوداًص متواصلًا ومنتظماً للطلب على الألماس من عام لآخر في الإمارات والخليج، وفي الواقع، ورغم تذبذب وتقلب الأسعار الذي ما زلنا نراه، إلا أنه ما زال هناك طلب متزايد على الألماس ومجوهرات الألماس، فالناس تنظر الآن إلى الألماس بوصفه مخزناً مهماً للقيمة والثروة أسوة بالذهب، ونحن نرى أن هناك زيادات مؤثرة في بيع المجوهرات الألماسية فيما يتعلق بمناسبات الزفاف وصيحات الموضة، ومن ثم، وعلى أي حال، نحن لم نشهد تراجعاً في الطلب على الألماس.


آفاق النمو

وبسؤاله عن توقعاته لنمو تجارة الألماس في الخليج، أجاب نيشيت ميهتا بقوله :تزخر منطقة الخليج بإمكانيات ضخمة لنمو تجارة الألماس، حيث تعتبر هذه المنطقة دائماً سوقاً جيداً للذهب، وهي تُقبل الآن بشدة على المجوهرات الألماسية.

وبدوره قدر آجاي باندي الرئيس التنفيذي لأعمال علامات مجموعة غيتانجالى بأن آفاق تجارة الألماس في دبي تتزين بأفق مبشرة، وشرح هذه النقطة بقوله : يمكن القول بموضوعية أن دبي تشغل مرتبة متقدمة ضمن مراكز تجارة الألماس في العالم، وهي أيضا مركز تصدير رئيسي للألماس المصقول، وذلك بفضل الدعم الحكومي المتواصل والتسهيلات التشغيلية الأخرى،

وبناء على هذه الأفق المبشرة تتجه مجموعة غيتانجالى للمجوهرات نحو توسيع حجم أعمالها في المنطقة ، وأتي نيشيت ميهتا على تناول هذه النقطة بقوله : نحن سوف نعمل بشكل دائم مع شركائنا من تجار التجزئة بهدف وضع برامج جديدة تمكنا من بيع المزيد من الألماس.

. فيما تطرق آجاي باندي لهذا الموضوع بقوله : نحن ندرك أننا دخلنا السوق متأخرين نظراً لأن جهودنا كانت مركزة بشكل أكبر على السوق الهندي، ولكننا تجاوزنا الآن السوق الهندي، وقمنا بافتتاح متاجر في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين، وذلك من خلال توحيد ودمج الإمكانيات مع كبار تجار التجزئة في المنطقة بهدف دعم تواجدنا في المنطقة.

وبمعزل عن التطلعات والطموحات ، تبقى المسألة الأكثر أهمية بالنسبة للرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، هي أن دبي صارت تمتلك الآن البنية التحتية لأن تكون مركزاً عالمياً لتجارة الألماس ، فليس بمقدور أحد على حد قوله زحزحة برج الألماس إلى مكان آخر في العالم، بل سيبقى لأجل غير مسمى القلب النابض لمدينة سلع متكاملة في المنطقة الحرة لأبراج بحيرات الجميرة. ولسوف يستمر تقاطر الشركات إلى هذه المنطقة، وهو ما يعد تجسيداً عملياً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن يتألق دور دبي كمركز لتجارة السلع على الصعيد العالمي.


تجويد الخدمات وتدعيم التنافسية

قال أحمد بن سليم إن امتلاك بنية تحتية داعمة لتجارة الألماس يستدعي العمل على تكثيف الجهود من أجل تجويد الخدمات القائمة، وابتكار خدمات جيدة حتى يكون في الإمكان تحقيق قيم مضافة للتجار الذين يختارون دبي مقراً لمزاولة أعمالهم، لاسيما وأن مكانة دبي مرشحة للصعود بشكل أكبر في ضوء ازدياد الطلب على الألماس في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند، وتسجيل المخزونات في المناجم حول العالم معدلاتها الدنيا وانخفاض إنتاج المناجم الحالية بنحو 20 في المئة خلال الأعوام العشرة المقبلة.

واستدرك بقوله : تتميز الاستراتيجية المتبعة بوجود قدر عال من التناغم والانسجام فيما بين مكوناتها، ويقع في قلب استراتيجيتنا مسألة مواصلة العمل على تدعيم مكانتنا التنافسية من خلال تقديم أفضل العروض والخدمات، ونحن في هذا المجال نحرص على التواصل والتشاور مع العملاء لمعرفة احتياجاتهم وطلباتهم، وذلك بما ينسجم مع نظرتنا الطويلة الأجل بأن تكون حزمة الخدمات والمزايا المقدمة لا تقل عن تلك المقدمة في المراكز ، إن لم تكن أكثر جودة وتنافسية.