نبض أرقام
12:49 م
توقيت مكة المكرمة

2025/07/16
2025/07/15

الرئيس التنفيذي لمجموعة KOJ: التسرب الوظيفي هو العائق الوحيد لتأنيث المحلات النسائية

2013/12/29 اليوم

كشف كمال عثمان جمجوم، الرئيس التنفيذي لمجموعةKOJ، ان تجربة الشركة في تأنيث المحلات النسائية ودمج المرأة السعودية في سوق العمل كانت إيجابية، مشيرا إلى أن الموظفات السعوديات تجاوزن جميع الاختبارات، وهن يعملن بجدية في المعارض ويحققن الأهداف المبيعية. وأكد جموم ان هناك مشكلة واحدة فقط واجهتهم خلال تأنيث المحلات النسائية وهي الارتفاع في نسبة التسرب الوظيفي والتي وصلت الى ٧٥ بالمائة. وعزا جمجوم هذه النسبة الكبيرة في التسرب الوظيفي الى ضعف خبرات الموظفات. وأوضح جمجوم في الجزء الاول من حواره مع «اليوم»، أن الحواجز التي تقف أمام نجاح المرأة في العمل هي نفسها التي تواجه الشاب وهي التعليم، الخبرة، والرغبة في النجاح. وأشار جمجوم إلى إنه يؤمن بشدة بسياسة السعودة ولكن قلب اليد العاملة من الوافدة إلى سعودية لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة، خاصة في المشاريع الكبيرة التي لا يمكن حلها بحلول سريعة. وأكد جمجوم ان هذه الأمور ليس من السهل تحقيقها بين عشية وضحاها . . إلى التفاصيل:

تحديات سوق العمل

*
في البداية، هل لك ان تخبرنا بأهم التحديات التي تواجه اي شاب سعودي يطمح لدخول سوق العمل وخاصة قطاع التجزئة؟
-هناك عدة سبل للتحضير قبل بناء عمل في مجال التجزئة أو أبتكار علامة تجارية في هذا المجال، على الشاب أن يتمتع بحب العمل الجاد وأن لا يتنازل بسهولة عن أحلامه وطموحاته، ولكن قبل كل شيء يجب الحصول على تعليم رفيع المستوى سواء داخل أم خارج الدولة، ومن المؤكد أن العلم يمرن العقل على التفكير الصحيح ويجهز الإنسان للمنافسة في ميدان العمل لأن الأعمال في منافسة مستمرة، كما هو الحال مع البشر والعلم هو الطريق الأمثل للتفوق في أي مجال.

بعد العمل تأتي الخبرة، إذ إن سوق اليوم تطورت بمراحل عديدة عما كان عليه قبل عشرة سنوات، والعلامات العالمية وشركات البيع بالتجزئة أصبحت أكثر طلباً من الوكلاء ويتوقعون من الوكيل أن يستثمر في منتجاتهم، ولذلك يحتاج الشاب للدعم المادي القوي قبل البدء بأية خطوة، وإذا كان سعى وراء الحصول على وكالة معينة، فإنه مطالب باستثمار مبالغ طائلة وتقديم خطة عمل محترفة، ومن الطبيعي أن يتم تلبية هذه المتطلبات من قبل شركة ذات خبرة وافرة وإمكانيات مادية متينة، قد تكون العلامات الأصغر أقل تطلباً، ولكنها أيضاً تحمل مخاطرة الفشل، ولذلك فإن على الشاب أن يختار بتمعن، وأن يستوعب ذوق واحتياجات الزبون المحلي الذي قد لا يتقبل العلامة التجارية، حتى وإن كانت بشهرة عالمية. ونحن نتعلم من أخطاء الماضي ولذلك قبل الاستثمار في أية وكالة جديدة يجب عمل العديد من الدراسات والتحضيرات.

وقبل الحصول على الوكالة العالمية يجب معرفة إذا كانت تلك العلامة مناسبة للسوق والزبون المحلي، لأنها إذا لم تكن مرغوبة فإن مصيرها الفشل بدون شك، وإذا أراد الشخص بدء علامته التجارية وتأسيس شركة في مجال البيع بالتجزئة، عليه أن يكتسب خبرة في ذلك المجال لا تقل عن خمس سنوات في شركة مماثلة، وبعد الحصول على الخبرة المطلوبة بإمكانه أن يتخذ القرار في البدء بمشروعه الخاص.

والخلاصة أن على الشاب اتباع إحدى الطريقين في تعلم العمل، عن طريق استقطاب علامة جيدة وتعلم المهنة من الشركة الأم، أو العمل لدى شركة متفوقة في مجال البيع بالتجزئة واكتساب الخبرة والمهارات اللازمة قبل تأسيس علامته الخاصة.

*تحدثتم سابقا عن تحديات كبرى واجهتكم تكمن في عدم السرعة في تنفيذ القرارات او البيروقراطية، بعد رحلة دامت أكثر من ٢٠ عاما في الأعمال التجارية، هل لا زالت البيروقراطية التحدي الأكبر الذي يواجه رجال الاعمال؟
-البيروقراطية شر لا بد منه. هل يمكن التحكم بكمية بالبيروقراطية؟ ممكن بالتأكيد. يواجه العمل الكثير من التحديات والبيروقراطية ليست إلا واحدة منها، وبرأيي، لكي يتطور الاقتصاد يجب النظر إلي الاقتصادات والدول الأخرى التي مرت بنفس التجارب والتعلم من خبراتها وتجاربها. فمثلاً لماذا لا نتعلم من تلك الدول التي تنجز المهام بسرعة أكبر وأن نطبق الأنظمة التي يستخدمونها إذا أثبتت فعاليتها. 

في بعض الدول، تستغرق عملية تخليص البضائع من الموانئ أسبوعاً واحداً، بينما في بعض الدول تصل هذه المدة إلي عدة أسابيع. إذا كان بإمكان تلك الدول تقليص هذه المدة إلى أسبوع واحد يمكن للدول الأخرى أن تطبق نفس النظام على عملياتها لكسب الوقت، وإذا كان هدفنا بناء اقتصاد متين وتوفير فرص عمل لكل الشباب في كافة المجالات، فإن هدفنا كمجتمع يجب أن يكون بتبسيط العمليات والإجراءات والحصول على الموافقات لكي نحقق الأعمال بفاعلية أكبر وبإطارات زمنية أكثر واقعية.

وإذا كان هناك التزام لمحاولة تنفيذ الأعمال لخدمة الاقتصاد، ومنها خدمة المجتمع، سوف يتم تقليل وتحديد البيروقراطية، إذا اتحدنا وعملنا كيد واحدة لتوفير وظائف للشباب، علينا أن نساعد بعضنا البعض في تحقيق هذا الهدف، ويتعين على القطاعين الحكومي والخاص العمل جنباً إلى جنب لتحسين الفعالية في السوق وعندها سينمو القطاع الخاص وسيتمكن من توفير وظائف جديدة، ويجب استيعاب أنه هناك أمور ليس للبيروقراطية داعٍ فيها.

هدف البيروقراطية أن تحمي الأفراد والمستهلكين وتطبيق النظام والقانون على القطاع الخاص وليس التسبب في شلل العمل والاقتصاد. إن الهدف الذي على الجميع أن يركز عليه هو توفير الوظائف وليس البيروقراطية.

احترافية العمل

*
كيف تقيمون التغيير الذي طرأ على الشباب السعودي، من حيث الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات؟
-برأيي، خلقت هذه التغييرات فرصا طيبة للأفراد الذين يرغبون بالعمل والنجاح. ولكن تحقيق النجاح في أى عمل أو وظيفة يتطلب من الشباب العمل باجتهاد وجدية، إذ إنه دون عمل لا يوجد نجاح. والسر في الاستمرارية. في بداية مشواري العملي، في عام ١٩٨٢ استمررت في وظيفتي لمدة ٧ سنوات وبعدها أسست شركتي، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل قرابة العشر ساعات يومياً بدون كلل أو ملل.

ولذلك، فإن كل من يريدون استغلال الفرص المتوفرة لديهم حالياً عليهم استيعاب أن النجاح لن يأتي إلا بالعمل الجاد والانضباط. يبدو أن العالم متألف من نوعين من البشر: النوع الأول هم من يعتقدون بأن كل شيء سهل، والنوع الثاني يجعلون كل شيء يبدو سهلاً. المحترف يجعل عمله يبدو في غاية البساطة، ولكنني أؤكد أن الاحتراف في أي مجال ـ سواء كان في رياضة كرة القدم أو في بناء شركة ـ ليس بالأمر السهل، وإنما يتطلب سنين من التمرين، فمعظم أبطال الرياضة بدؤوا مهنهم قبل سن السابعة وأصبحوا محترفين بعد سنين طويلة من التدريب الطويل والشاق. اكتشف أحد الكتاب المشهورين أنك لتصبح ماهراً في مجال معين عليك أن تعمل في ذلك المجال لمدة ١٠،٠٠٠ ساعات قبل أن تصبح محترفاً. وذلك يعني سنين من العمل المتواصل بمفهوم أيام العمل العادية، حيث يحمل سوق العمل اليوم العديد من الفرص للشباب الذين يريدون بناء مستقبلهم، ولكن الانضباط والاجتهاد أساسيا ن لتحقيق هذا الهدف.

*ما هي رؤيتكم لتطوير قطاع التجزئة السعودي، وكيف ساهمتم في تحقيق تلك الرؤية من خلال مؤسستكم، وما هي العوامل التي جعلتKOJواحدة من اهم شركات التجزئة السعودية والتي خولتكم الحصول على جوائز عالمية؟
-بنينا عملنا على قيم بسيطة ولكنها ثابتة، ومازلنا مستمرون على هذه القيم منذ أكثر من عشرين عاماً. قيمتنا الأولى تتمثل في الإنسان المجتهد أولاً، ونعني بذلك أن نشجع كل شخص على أن يكون جيداً في عمله، كما نحرص على قياس جودة العمل والأداء بمعايير واضحة. فمثلاً إذا حقق موظف المبيعات أهدافاً مبيعية مميزة، فإننا نستثمر في تدريبه وتطويره لكي ندفعه أبعد من حدود إمكانياته، لأنه بتحسين أدائه سوف يستفيد ويفيد العمل، وإذا استمر على الأداء المتميز تتم ترقيته وزيادة دخله.

هدفنا احترام كل من يعمل لدينا ونقيم الجميع بناءً على أدائهم في العمل. فإذا كان الأداء متميزاً سوف يتطورون في الشركة، أما إذا كان الأداء ضعيفاً فنعطي فرصة ثانية وثالثة أما إذا استمر الحال على ما هو عليه بدون تحسين؛ نسأل إذا كانوا فعلاً يرغبون في الاستمرار أو إذا كانت تلك الوظيفة المناسبة لهم. إذا لم يتم الوفاق؛ يكون الفراق بالمعروف هو الخيار الأمثل، نؤمن أن الموارد البشرية هي رأس المال الحقيقي للشركة، والعناية بهذه الموارد مفتاح النجاح طويل الأمد لأي عمل، ولدينا أكثر من 4 آلاف موظف في فريق العمل، والعديد مازالوا معنا منذ عشرين عاماً، هدفنا المشترك بناء عمل بيع بالتجزئة ناجح لدعمنا ودعم عوائلنا.

أما قيمتنا الثانية فتتجسد في خدمة العميل هي البداية والنهاية، إذ أن مجالنا هو البيع بالتجزئة؛ أي أننا نخدم العملاء، وهدفنا خدمة العملاء في كل ما نفعل، حيث إن دخلنا ومورد رزقنا يعتمد على العملاء الذين يزورن معارضنا كل يوم، إذا قدمنا خدمة متميزة سنجذب عملاءنا للعودة إلينا مرات عديدة، وبالتالي فإن خدمة العميل هي عصب الحياة بالنسبة لمجال عملنا، وكذلك هناك عميل لكل عمل وعميل لكل موظف، فيما قيمتنا الثالثة تتمثل في الربحية للجميع، وهدفنا كعمل أن ننجح وأن نحقق الربحية، إذا حققنا الربحية سيستفيد طاقم العمل بأجمعه من هذا النجاح، حيث إن نجاح العمل لا يعتمد على أكبر منصب، النجاح طويل الأمد يعمتد على الولاء وعلى العمل المخلص الذي يقدمه كل عضو من أعضاء الفريق يومياً، وبالتالي، إذا كان العمل ناجحاً، يجب الاهتمام بالأفراد الذين تسببوا في النجاح واحترامهم، واجبنا مكافأة كل الأفراد الذين يخدمون عملنا، نكافئهم على مجهودهم وولائهم بترقيتهم وزيادة دخلهم، الحق للجميع في أن يستفيدوا من نجاح العمل.

مهمة أي مجال أن ينجح وأن يحقق الربحية لينمو ويوفر وظائف في المجتمعات التي نعيش ونعمل فيها، والراتب الشهري يمثل الربحية التي يحققها الفرد لنفسه ولعائلته من خلال وظيفته وانتمائه إلى ذلك العمل.

البيع بالتجزئة

*
ما هي المشروعات التي طالما حلمت بإنشائها وكيف تقيمون مشاركتك في التنمية المستدامة؟
-البيع بالتجزئة هو مجالنا ولدينا أكثر من ٧٠٠ معرضاً منتشرة في سبع دول، هدفنا أن نخدم زبائننا في تلك الدول، لقد ابتكرنا علامتي نعومي ومكياجي والمنتشرتين عبر أكثر من ٧٠٠ معرض.

هدفنا أيضاً أن نطور علامات جديدة تخدم العميل الخليجي. إذا نجحنا في تطوير علامات جديدة وافتتحنا المئات من المعارض سيصبح باستطاعتنا خلق وظائف تضيف قيمة على حياة وعمل الأفراد.

أن خلق الوظائف هو جزء من رسالة الشركة، وأنا أعتبر أن توفير وظائف هو مسؤولية على الشركات إذا كان باستطاعتها تحقيق الربحية.

*قد أكدتم سابقا على رغبتكم بدعم الشباب السعودي والاستثمار في طاقاتهم. ما هي اهم المعوقات التي واجهتموها وكيف ترون إنتاجية الشباب السعودي في سوق العمل؟
-وظفنا خلال السنوات الماضية أعداداً كبيرة من الموظفات السعوديات في معارضنا نتيجة التغيير في قانون العمل بالمملكة السعودية. وجدنا أن المرأة السعودية ذكية وحققت نتائج عالية في الاختبارات التي عليها اجتيازها خلال مرحلة التقديم على الوظيفة لدينا. ولكن وجدنا أن عدد التسرب قد زاد بكمية هائلة من ٢٥٪ إلى ٧٥٪ مما يصعب علينا إدارة عملية التوظيف والتدريب. ولكنني آمل أن تقل هذه النسبة مع الوقت ومع زيادة عدد النساء العاملات.

بدون شك مازالت هذه الخطوة تمثل تحديا كبيرا في مجال عملنا إلا أنها مهمة للاقتصاد وللمجتمع.

وهدفنا تدريب وتطوير جميع الموظفين الجدد، وأعضاء الفريق في صدد توظيف مدربين يركزون على بناء ملفات تدريبية وتطبيقها على المنطقة.

بناء الموارد البشرية

*
عرفت السعودية بقوة استثماراتها في قطاعي النفط والبتروكيمياويات، وقد سبق وأشرتم لأهمية الاستثمار في الموارد البشرية. هل ممكن اطلاعنا على الاستراتيجيات المطلوبة لتحقيق التنوع الاقتصادي في السوق السعودي؟
-أنا من أشد المؤمنين بأهمية التعليم، لأنه إذا وجد التعليم القوي سيوجد الاقتصاد القوي، وإذا قوي الاقتصاد سيتم إيجاد وظائف جيدة لمعظم أفراد المجتمع، والمجتمع المتنوع الاقتصاد سيساعد على بناء حياة أفضل للأجيال القادمة.

كتجار بيع بالتجزئة، نحتاج مهارات عديدة لبناء علامة تجارية: نحتاج تصميم، عرض مرئي، تقنية، جودة، تسويق، تركيب المنتج، إلى غيرها من المهارات، ولدعم العمل نحتاج إلى انظمة المعلومات، موارد بشرية، عرض تسلسلي ومهارات مالية. كلها مهارات تعتمد عليها الأعمال في معظم المجالات.

إذا كانت لدينا مدارس وجامعات متميزة تخرج شبابا وشابات متميزين سيستفيد القطاعان الحكومي والخاص على حد سواء.

اليوم هناك الآلاف من الخريجين الجدد يبحثون عن وظائف في أسواق العمل المحلية، ولقد كانت الحكومة السعودية ومازالت سخية في منح البعثات الدراسية لتعليم الشباب والشابات السعوديين. يجب على الشباب اغتنام هذه الفرصة الذهبية التي توفرها لهم المملكة والحصول على أعلى المراتب التعليمية التي بإمكانهم الحصول عليها ليسهموا في بناء مستقبل بلادنا.

الدولة كالمجتمع، وليدة الأفراد الذين يعيشون على أرضها. إذا كان الأفراد مثقفين ومحترفين سيتمكنون من بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ولذلك فإن الاستثمار في الأفراد هو أفضل شيء تفعله أي دولة، وباعتقادي أن الفقر عدو الكرامة، وأن العلم عدو الفقر، وبالتالي لتحقيق حياة كريمة يجب على الفرد أن يتسلح بالعلم والعمل.

قوة الاقتصاد السعودي

*عرفت المملكة أنها أحد اكبر الأسواق الاقتصادية في الشرق الأوسط عامة والخليج خاصة. بماذا تفسرون صمود السوق السعودي على الرغم من المتغيرات الاقتصادية والسياسية المحيطة، التي طالت دولا قريبة؟
-اقتصاد السعودية قوي لأن سعر البترول مرتفع خلال السنوات الماضية، نحن اقتصاد يعتمد على البترول. الدول العربية المجاورة لدول مجلس التعاون الخليجي ليس لديهم موارد طبيعية كالموجودة لدينا، كما أنهم ليس لديهم اقتصاد متنوع ثابت كاقتصادنا وبالتالي يواجهون العديد من المشاكل المعقدة والمتوترة، وبالتالي يوفر لنا وضعنا المتميز الفرصة لكي نستثمر اليوم في بناء مستقبل أفضل لأبنائنا، وذلك ببناء اقتصاد متنوع ومستمر.

سعودة سوق العمل

*لا شك ان قطاع الاعمال السعودي يشهد تغييرا في عدة مجالات خاصة مع تفعيل برامج السعودة، هل أنتم راضون عن خطط السعودة الحالية، وأداء المؤسسات التنفيذية لتلك الخطط؟.
-أنا أؤمن بشدة بسياسة السعودة، حيث يجب خلق وظائف للشباب الجدد لتوفير وظائف لهم، كما يجب أن يكون هناك اقتصاد جيد والسعودية لديها اقتصاد رائع، ولكن قلب اليد العاملة من الوافدة إلى سعودية لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة، المشاريع الكبيرة لا يمكن حلها بحلول سريعة.

ولنقل أنني أمتلك تجارة صغيرة بمثابة معرض واحد، وأن لدي موظفين اثنين ولدي عائلة علي الصرف عليها، المعرض الصغير سيولد مبيعات صغيرة وإذا كنت محظوظاً في آخر الشهر سأخرّج ببضعة آلاف ريال لدفع رواتب الموظفين وإعالة أسرتي، وإذا كان علي سعودة الموظفين في عملي الصغير سيصبح علي أن أصرف لهما ضعف الرواتب التي أصرفها للموظفين الوافدين الحاليين. في نهاية الشهر ذلك سيعني خسارة التجارة وغلق المعرض بعد فترة زمنية بسيطة. هذا مجرد مثال صغير ولكن هناك مئات الآلاف من الأعمال الصغيرة التي تشكل جزءاً كبيراً من الاقتصاد.

سعودة هذه الأعمال ليست بالعملية البسيطة ويجب أن يتم دراستها بحذر. يجب أن يكون هناك خطة واضحة وصحية لاستبدال تلك الوظائف بالكوادر السعودية. عندما يتم تحديد الصعوبات وإيجاد خطة واضحة لهذه المهمة سيصبح بإمكاننا تطبيقها وتحقيق الهدف المنشود، بالطبع علينا خلق وظائف للسعوديين الشباب وفسح مجال العمل أمام السيدات، ولكن هذه الأمور ليس من السهل تحقيقها بين عشية وضحاها، التغييرات الجوهرية تحتاج إلى وقت، وتفكير وتخطيط وتنفيذ.

كيف باستطاعتنا تحقيق ذلك؟ علينا التحفيز لتعيين السعوديين وذلك ما تفعله الحكومة السعودية الآن ولكن يجب عمل المزيد.، نريد المزيد من الحوارات الهادفة بين الحكومة والقطاع الخاص لكي نستطيع أن نصيب الهدف من أول رمية لأن ذلك في مصلحة الجميع.

يجب أن يتم السيطرة على مرحلة التغيير بحذر مع أخذ جميع الأطراف المعنيين بعين الاعتبار، لأننا نتحدث عن تغيير جذري، وحيث يكون التغيير جذرياً علينا أن نتروى ونفكر ملياً في جميع العواقب المترتبة على هذا التغيير.

المهارات المطلوبة في القطاع الخاص لا تتوفر دائماً في سوق الموارد البشرية المحلي. الأسعار في ارتفاع مما سيؤدي إلى التضخم المالي وانخفاض في مستوى الخدمات. نحتاج إلى تفكير عميق في كيفية تطبيق القرارات الصحيحة في الأماكن الصحيحة وفي الوقت الصحيح.

شهدنا في العام الماضي تغييرات في سوق العمل أكثر من التي شهدناها خلال السنوات الثلاثين الماضية، تغييرات سريعة آلمت التجارات الصغيرة. المشكلة ليست في عدم الرغبة في التغيير وإنما في عدم معرفة كيفية تطبيق وتفعيل هذا التغيير. النية موجودة ولكن الوسيلة مجهول.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.