نزيف العقول .. هل تضع موجة الاستقالات لدى آبل مستقبل الشركة على المحك؟

"آبل"، التي طالما عُرفت في وادي السيليكون بالاستقرار الإداري، تشهد فجأة تغييرات هي الأكبر منذ رحيل مؤسسها "ستيف جوبز" في 2011، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الابتكار واستراتيجية الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم.
 

موجة استقالات

- شهدت "آبل" في الأسابيع الأخيرة موجة استقالات طالت العديد من المسؤولين في أقسام مختلفة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والتصميم والشؤون القانونية والبيئية، فبعضهم ذهب للعمل في شركات منافسة، والآخرون تقاعدوا لتقدمهم في السن.
 

منافسة محتدمة

- تأتي هذه الاستقالات بالتزامن مع منافسة شركات التكنولوجيا الكبرى على استقطاب المواهب، وفي مقدمتها "ميتا" و"أوبن إيه آي"، مع تقديم مغريات مالية وحزمة تعويضات كبيرة لجذب المسؤولين التنفيذيين وكبار المهندسين.
 

مبالغ طائلة

- على سبيل المثال، قدمت "ميتا" حزمة تعويضات تجاوزت 200 مليون دولار لـ "رومينج بانج" الذي كان يُدير فريق نماذج الذكاء الاصطناعي لدى "آبل"، فيما جذبت "راين إيه آي - Rain AI"، "جان ديدييه أليغروتشي"، المسؤول التنفيذي السابق في قسم الرقائق التابع لـ "آبل".
 

أبرز الاستقالات

- طالت الاستقالات مناصب مهمة لدى "آبل"، فضلًا عن مغادرة عدد من المهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تقاعد عدد من المسؤولين الآخرين.
 

مناصب أخرى

- استقال أيضًا المدير المالي "لوكا مايستري" من منصبه، بينما قرر مدير العمليات "جيف ويليامز" -الرجل الثاني بعد "كوك"- التقاعد بعد 27 عامًا في الشركة، مع استقالات أخرى للمديرين في أقسام البحث عبر الويب والروبوتات.
 

تحركات سريعة

- استجابة لهذه الاستقالات، بدأت "آبل" بإعادة توزيع المسؤوليات الرئيسية، مع دمج العديد من المهام والأقسام، إذ سيتولى رئيس قسم البرمجيات، "كريج فيديريغي"، مسؤولية الإشراف على الذكاء الاصطناعي، وينضم إليه "أمار سوبرامانيا" نائبًا لرئيس القسم.
 

تقاعد كوك

- رغم هذه الاستقالات التي قد تؤثر على مسار الشركة، فإن هناك مشكلة أكبر وهي اختيار خليفة لـ "تيم كوك" الرئيس التنفيذي للشركة، حيث ذكرت مصادر مطلعة لـ "فاينانشال تايمز" أن الشركة تكثف جهودها في هذا الشأن بعدما بلغ "كوك" 65 عامًا في نوفمبر.
 

من سيخلف كوك

- برز "جون تيرنوس" نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة، كأبرز مرشح داخلي لتولي قيادة الشركة، حيث أشرف على تطوير جميع أجيال أجهزة "آيباد"، والطرازات الجديدة لـ "آيفون"، إضافة إلى سماعات "إير بودز".
 

جيل جديد

- في الآونة الأخيرة، برزت الحاجة لجيل جديد لقيادة "آبل"، فالعديد من المديرين التنفيذيين يعملون في الشركة منذ عقود، وهم في نفس العمر تقريبًا، إما في الستينيات من عمرهم أو على وشك ذلك، ما يعني احتمالية وجود موجة تقاعد على مستوى الإدارة العليا في المستقبل القريب.
 

شكل إداري جديد

- رغم أن موجة الاستقالات الحالية قد تضع مستقبل "آبل" على المحك، فإنها في الوقت نفسه تفتح المجال لظهور جيل جديد من القيادة، ما قد يمثل فرصة لإعادة صياغة الاستراتيجية وتعزيز الابتكار، خصوصًا في ظل المنافسة المحتدمة وتسارع تطورات الذكاء الاصطناعي.

المصادر: أرقام – بلومبرج – وول ستريت جورنال – لوس أنجلوس تايمز – سي إن إن – سي إن بي سي – فورتشن – الجارديان.