توقعت وكالة «فيتش سوليوشنز» ان تعمل الكويت على تسريع وارداتها من الادوية لضمان امكانية الحصول عليها بشكل منتظم، مذكرة بان سوق الادوية في البلاد تعتمد بشكل كامل تقريبا على الواردات، وقد زادت وزارة الصحة مؤخرا من وارداتها من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، على وقع النقص الذي واجهته في الآونة الأخيرة.
وقال تقرير للوكالة ، ان أدوية السرطان تُشكل الفئة الأبرز للمنتجات التي تنوي الكويت استيرادها، حيث كشفت تقارير محلية عدة مؤخرا عن تأخيرات للعلاج تصل الى شهرين، ما أجبر العديد من المرضى للسفر الى دول مجاورة لتلقي العلاج.
وذكر ان وزارة الصحة حصلت في وقت سابق من الشهر الحالي على موافقات لإنفاق 6.6 مليون دينار على أدوية السرطان والسكري وامراض الجهاز التنفسي، اذ تشكل هذه الواردات جزءا من استثمارات الرعاية الصحية من قبل الوزارة في اعقاب تفشي جائحة كورونا.
الانتاج المحلي
وتوقع تقرير الوكالة زيادة واردات الأدوية الى الكويت حتى 2026 بمعدل سنوي يبلغ 3.6% بالعملة المحلية لتصل الى نحو 597 مليون دينار (1.8 مليار دولار)، علما ان التنسيق الاقتصادي بين دول الخليج قد يعزز الانتاج المحلي للادوية، لكن ليس بشكل يلبي الطلب المتزايد حتى 2026.
وتابع : ومع ذلك، ستستمر مجموعة من العوامل الجيوسياسية واسباب تتعلق بالصناعات الدوائية بان تشكل عائقا امام النمو القوي لقطاع الادوية في الكويت، رغم ان توقعاتنا تظهر ان الانفاق على الادوية في البلاد قد يحقق معدل نمو سنوي معتدل بـ 3.6% على مدى السنوات الـ10 المقبلة.
ورجحت «فيتش سوليوشنز» استمرار اضطرابات سوق الادوية في الكويت بسبب متغيرات جيوسياسية ومتغيرات تتعلق بالصناعة نفسها، موضحة ان اغلب الشركات التي تسعى لاستيراد وتصدير الادوية ستواجه تحديات مختلفة.
وتابعت: ان تصدير البضائع من الكويت للخارج يستهلك وقتا طويلا ومكلف ماليا بسبب اجراءات حدودية صارمة، كما ان الموقع الجغرافي للكويت يساهم بصعوبة وصول سلاسل التوريد الى خطوط الشحن العالمية.
اضافة الى ان المستويات المرتفعة للفساد في البلاد تزيد من تكاليف التشغيل والمخاطر القانونية لكثير من الشركات التي تنوي إقامة خطوط تجارية مع الكويت.
عقبات تنظيمية
أكدّ تقرير «فيتش سوليوشنز» ان قطاع صناعة الأدوية في الكويت يواجه عدة حواجز وعقبات تنظيمية وبيروقراطية، وتأخيرات في المدفوعات فضلا عن تغييرات تنظيمية تتعلق بالصيدليات، مشيرة الى حالات سوء ادارة وفساد تشوب القطاع، بما فيها التخزين غير المناسب للادوية والمنتجات منتهية الصلاحية والتالفة)، وتقارير عن بيع علاجات في السوق السوداء.
ورأت «فيتش سوليوشنز» ان المشاكل الهيكلية لقطاع الأدوية في الكويت ستستمر في الحد من نمو المبيعات، وسيكون نمو سوق الادوية في البلاد مدفوعا بعامل تقدم السن للسكان وزيادة انتشار الأمراض المزمنة وتزايد عدد سكان المغتربين من فئة الشباب.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: