أظهرت المؤشرات الخاصة بأسواق الاستحواذ والاندماج ارتفاعها منذ بداية انخفاض أسعار النفط في منتصف عام 2014 بشكل نسبي إلى الآن، فضلاً عن التوقعات التي تشير إلى أن الشركات التي تعمل في مجال إنتاج الطاقة ستواجه على المدى البعيد العديد من التحديات والعقبات في حال استمرار تراجع أسعار النفط بشكل ملموس وتدني عوائده، وذلك بسبب سلبيات قرارات المصدرين والمنتجين من دول العالم للنفط.
وتوقعت شركة نفط الهلال خلال تقريرها الأسبوعي الذي خصته بأسواق الاستحواذ والاندماج، عدم تأثر المنتجين بالتطورات الحاصلة على قطاع الطاقة، إذا تم تعزيز معنويات المستثمرين وتخفيف حالة القلق التي يمرون بها حالياً، فضلاً عن مراعاة قرارات كبار المصدرين للنفط، والمحافظة على المكاسب التي تأتي من عوائد النفط، بما ينعكس على مستويات الضعف التي تمر بها الأسواق بصورة إيجابية.
وذكر التقرير أن أسواق الاندماج والاستحواذ شهدت خلال العام الحالي زيادة في معدلات النمو على الصفقات المنفذة عليها، بسبب تراجع أسعار النفط، وانخفاض القيمة الإجمالية لأصول شركات الطاقة، مما أدى إلى انخفاض الجدوى الاقتصادية للمشاريع الجاري تنفيذها، واندماج بعض الشركات خوفاً من إعلان إفلاسها.
وبين التقرير أن تحقيق أسواق الاستحواذ والاندماج لهذه النسب الإيجابية يعود إلى التقييم الجيد لأسعار النفط وعوائده منذ بداية العام، حيث أصبحت أسواق الاستحواذ في أفضل حالاتها، وبشكل خاص لدى شركات الطاقة الكبرى التي استطاعت الاستحواذ على أصول ومشاريع الشركات الصغيرة بأسعار السوق الحالية.
وأشار إلى أن ارتفاع قيم الديون والأصول المتعثرة على بعض المستثمرين من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة، سيدفعهم إلى الاتجاه نحو الاندماج أو البيع في حال استمرار التقلب والضعف على أسواق الطاقة العالمية، التي تتشابه مع المستويات المسجلة في عام 2014.
وأوضح التقرير أن الشركات الاستثمارية الكبرى سيكون لها فرص مميزة لاقتناص الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة، بسبب تراجع أسعار النفط بنسبة تتجاوز 55% عن الأسعار السائدة قبل بداية التراجع في منتصف العام 2014، الأمر الذي تسبب بتضرر الكثير من الشركات التي تعمل في قطاع الطاقة، حيث سجل العام الماضي مستويات مرتفعة من صفقات الاندماج والاستحواذ في قطاع الطاقة حول العالم لتقترب من 470 مليار دولار.
وأكدت شركة "نفط الهلال" في تقريرها أن القيمة الإجمالية لصفقات الاندماج والاستحواذ لدى اقتصاديات دول المنطقة ارتفعت خلال العام الحالي وتجاوزت حاجز الـ 26 مليار دولار، في حين بلغت حصة قطاع الطاقة من إجمالي قيم الصفقات 1.4 مليار دولار، مبينة أن البيانات المتداولة تشير إلى تسجيل نشاط قوي خلال الفترة الحالية والقادمة على صفقات الاندماج والاستحواذ.
جدير بالذكر أن التقييم النهائي للبيانات المسجلة لدى أسواق الاستحواذ والاندماج تبين الحراك الإيجابي الذي ستشهدها خلال الفترة القادمة والقفزات النوعية المتوقع تحقيقها في المستقبل، حيث تظهر المؤشرات الحالية أن أسواق الاستثمار تتمتع بسيولة مرتفعة، مما يؤهلها لاقتناص الفرص في الوقت المناسب، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على صحة واستقرار قطاع الطاقة والقطاع المالي، وتجنب المستثمرين والشركات الكبرى الكثير من عمليات التعثر، وستكون الشركات المندمجة أكثر قوة ومتانة على مراكزها المالية، مما سيجعلها تستطيع مواجهة تقلبات السوق والتصدي للكثير من المخاطر في المستقبل.
أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع (في منطقة الخليج)
الامارات
أعلنت دانة غاز عن نتائجها المالية للربع الثالث المنتهي في 30 سبتمبر 2016، حيث بلغ إجمالي إيرادات الشركة 1.0 مليار درهم و 374 مليون درهم وذلك خلال الأشهر التسعة الأولى والربع الثالث من عام 2016، مع نمو صافي الأرباح ليصل إلى 95 مليون درهم و47 مليون درهم خلال الأشهر التسعة الأولى والربع الثالث من عام 2016.
وسجلت الشركة نمو قوي في معدلات الإنتاج اليومي بنسبة 14% لتصـل إلى 69,400 برميل نفط مكافئ يومياً، وبلغت الأرصدة النقدية المتوفر لدى الشركة 1.2 مليار درهم، فيما حققت الشركة تقدم في أعمال حفر بئر "موكا 1" في مصر ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية مطلع العام 2017.
عمان
ستوقع شركة النفط العمانية مذكرة تفاهم مع مؤسسة البترول الكويتية للشراكة في مصفاة الدقم بسلطنة عمان.
والمصفاة جزء من منطقة صناعية واسعة هي أكبر مشروع اقتصادي في السلطنة ويهدف لتنويع مواردها الاقتصادية بعيدا عن النفط.
ومن المتوقع توقيع الاتفاق بعد إخفاق عمان في إبرام اتفاق مع شركة الاستثمارات البترولية الدولية (أيبيك) ومقرها أبو ظبي.
يذكر أن طاقة المصفاة 230 ألف برميل يوميا وتعتمد على مزيج من خامي عمان والكويت بالتساوي.
من ناحية ثانية، ذكرت شركة بي.بي إنها وقعت مع سلطنة عمان اتفاقا يمهد الطريق أمام المرحلة الثانية من مشروع حقل خزان للغاز.
وذكرت بي.بي أنها وشريكتها شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج وقعتا اتفاقا مع الحكومة لتمديد اتفاق المشاركة في الاستكشاف والإنتاج بمنطقة الامتياز 61.
وأضافت أن الاتفاق يفسح المجال أمام المرحلة الثانية من تطوير حقل خزان العملاق للغاز المحكم وزيادة الإنتاج المتوقع بنسبة 50 بالمئة.
وجرى استكمال أكثر من 80 بالمئة من المرحلة الأولي من المشروع الذي تم الاتفاق عليه في ديسمبر كانون الأول في 2013 ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في أواخر 2017.
ومن المتوقع أن تدخل المرحلة الثانية حيز التشغيل في عام 2020 تقريبا بعد الحصول على الموافقة النهائية بحسب بيان بي.بي. ومن المنتظر أن تنتج المرحلتان معا 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا.
إيران
وقعت شركة توتال الفرنسية اتفاقا مبدئيا مع إيران بخصوص تطوير حقل بارس الجنوبي أكبر حقل غاز في العالم لتصبح أول شركة طاقة غربية تبرم صفقة مهمة مع طهران منذ رفع العقوبات الدولية عنها في وقت سابق من العام.
وأكدت توتال أنها وقعت الاتفاق المبدئي مع شركة النفط الوطنية الإيرانية لتطوير المرحلة الحادية عشرة من الحقل الذي يمتد للمياه الإقليمية في قطر التي يعرف فيها باسم حقل الشمال.
وقالت توتال إن مشروع تطوير المرحلة الحادية عشرة من الحقل سينفذ على مرحلتين وتقدر تكلفة الأولى بملياري دولار. ومن المقرر ضخ الغاز المنتج في شبكة الغاز الإيرانية.
وتبلغ طاقة إنتاج المرحلة 1.8 مليار قدم مكعبة يوميا أو 370 ألف برميل من المكافئ النفطي ويضخ الإنتاج في شبكة الغاز الإيرانية.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: