بعد إشارته للصندوق السعودي .. لماذا يسعى ترامب لتأسيس صندوق سيادي أمريكي؟

وقع "ترامب" على أمر تنفيذي لإنشاء صندوق ثروة سيادي أمريكي، الذي يتطلع لجعله واحدًا من أكبر الصناديق السيادية في العالم، واقترح استخدامه في إبرام صفقة للحفاظ على تشغيل "تيك توك"، لكنه لم يوضح من أين سيأتي تمويل الصندوق.

وأثار ذلك القرار تساؤلاً رئيسيًا لماذا لا تمتلك الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم صندوق ثروة سيادي بالفعل؟

ما صندوق الثروة السيادي؟

هناك أكثر من 90 صندوقًا سياديًا حول العالم تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 8 تريليونات دولار، وتلك الصناديق بمثابة أدوات استثمارية مملوكة للدول وتستثمر لصالح بلادها في أصول مثل الأسهم والسندات والعقارات، ويتم تمويلها في الأغلب من خلال الفوائض في ميزانية الدول.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

لماذا لم يكن لدى أمريكا صندوق سيادي من قبل؟

توجد الصناديق السيادية في الأغلب في الدول التي لديها احتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي مثل الصين أو عائدات من بيع النفط أو السلع الأخرى مثل النرويج صاحبة أكبر صندوق سيادي في العالم، لكن أمريكا عانت باستمرار على مدار السنوات الأخيرة من عجز الميزانية، كما أنه نظرًا لحجم قطاع الاستثمار الخاص بها، تقل الحاجة لصندوق سيادي في ظل غياب الإرادة السياسية.

لكن الفكرة ليست جديدة

درست إدارة الرئيس السابق "جو بايدن" إمكانية إنشاء صندوق ثروة سيادي يوفر رأس المال لدعم المصالح الاستراتيجية وأمن الطاقة، لكن الفكرة لم تسفر عن أي إجراء ملموس حتى غادر منصبه في يناير.

صناديق سيادية للولايات

لدى بعض الولايات الأمريكية صناديق ثروة، ووفقًا لتحليل مركز الأبحاث الأمريكي "مركز التنمية العالمية"، فإن هناك أكثر من 20 صندوقاً للثروة السيادية على مستوى الولايات يتم تمويلها من عائدات النفط والغاز والمعادن وتستخدم لتمويل برامج داخل كل ولاية مثل التعليم، وأكبرها صندوق ألاسكا الذي أسس عام 1976، ويدير حاليًا 82 مليار دولار.

من أين سيأتي التمويل؟

بالنسبة لأمريكا، لم يقدم "ترامب" سوى القليل من التفاصيل حول كيفية التمويل، لكنه عندما طرح الفكرة لأول مرة في حملته الانتخابية اقترح تمويله من خلال الرسوم الجمركية، وعلى الرغم من أنه لم يحدد حجمًا أوليًا للصندوق إلا أنه أشار من قبل إلى أن قيمته يجب أن تقترب من تريليوني دولار أو أكثر.

متى سيتم تنفيذ الفكرة؟

أوضح وزير الخزانة "سكوت بيسنت" أن صندوق الثروة السيادي الأمريكي سيتم تأسيسه خلال الاثنى عشر المقبلة، قائلاً: سنعمل على استثمار جانب الأصول في الميزانية العمومية الأمريكية لصالح الشعب، وأن الصندوق سيحتفظ بمزيج من الأصول السائلة وغيرها.

ماذا يستهدف ترامب؟

اقترح "ترامب" خلال حملته الانتخابية إنشاء صندوق لتمويل المساعي الوطنية بما يشمل مشروعات البنية التحتية مثل الطرق السريعة والمطارات، وينص الأمر التنفيذي الأخير على أن الغرض من الصندوق تعزيز الاستدامة المالية وتخفيف العبء الضريبي على الأسر الأمريكية والشركات الصغيرة وإرساء الأمن الاقتصادي للأجيال القادمة وتعزيز القيادة الاقتصادية والاستراتيجية على المستوى الدولي.

الانضمام لكبرى الصناديق

يأمل "ترامب" أن يكون هذا الصندوق أحد أكبر الصناديق خلال فترة وجيزة، وصرح أن السعودية لديها صندوق سيادي كبير – وهو صندوق الاستثمارات العامة الذي يحتل المرتبة السادسة بين أكبر صناديق الثروة السيادية - وأن بلاده ستحاول اللحاق به.

هل تيك توك الغرض الرئيسي من الصندوق؟

رغم أنه لم يوضح تفاصيل حول دور الصندوق، إلا أن "ترامب" أشار إلى إمكانية استخدامه للحفاظ على استمرارية تشغيل "تيك توك" في أمريكا، بعدما منح التطبيق الصيني مهلة حتى أوائل أبريل للعثور على مشتر أمريكي قبل دخول قرار الحظر حيز التنفيذ.

لكن الأمر يحتاج لوقت

فكرة استخدام الصندوق لشراء "تيك توك" محتملة لكن ذلك لن يحدث في أي وقت قريب، أي قبل انتهاء المهلة، كما أنه من غير الواضح بعدما إذا كان بإمكان الصندوق جمع مليارات الدولارات المقدرة اللازمة لشراء التطبيق الذي تمتلك الصينية "بايت دانس"، إلى جانب أن استحواذ الحكومة الأمريكية على التطبيق سيثير تساؤلات حول كيفية إدارته.

الخلاصة

قد ينجح "ترامب" في تأسيس صندوق ثروة سيادي أمريكي، لكنه ربما لن يستطيع شراء "تيك توك" قبل انتهاء مهلة الحظر،  وحتى إذا نجح واستحوذت الحكومة على التطبيق، فقد يدفع ذلك المستخدمين في أمريكا – البالغ عددهم 170 مليونًا - إلى مغادرة المنصة وسط مخاوف من تعرضهم للرقابة، وبالتالي ستتبعهم الشركات المعلنة.

المصادر: أرقام – الجارديان – رويترز – أسوشيتيد برس  - سي إن إن – واشنطن بوست