دول تسيطر على عقل الذكاء الاصطناعي .. من بينها الإمارات والسعودية

في قاعات تبريد ضخمة تمتد على آلاف الأمتار، تصطف الخوادم في صفوف منتظمة يمر بينها هواء بارد يضمن استمرار عملها بلا انقطاع، هذه المراكز، التي تمثل العصب الخفي للعالم الرقمي، تحتضن القدرة الحاسوبية التي تدرب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغّلها، وتتحول اليوم إلى ساحة تنافس عالمي على السيادة والتأثير الاقتصادي والتكنولوجي.

سلاسل توريد

- تفكك دراسة أكاديمية حديثة مفهوم (سيادة الحوسبة) إلى ثلاثة مستويات عملية، كمية القدرة الحاسوبية الخاصة بالذكاء الاصطناعي داخل الدولة، وجنسية الشركات المالكة لمراكز البيانات، وجنسية الشركات المصنعة للرقائق التي تشغل هذه المراكز.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

نطاق التحليل

- تشمل الدراسة تسعة مزوّدين عالميين للحوسبة السحابية العامة، ويمثلون معًا نحو 70% من السوق العالمي لهذه الخدمات، وتتوزع مقار هذه الشركات بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا، حيث يختلف كل منها في حجم استثماراته، وانتشاره الجغرافي، وقدراته في مجال الذكاء الاصطناعي.

دول رائدة

- من أصل 225 منطقة حوسبة سحابية تجارية تابعة للمزودين التسعة الذين شملهم التحليل، هناك 132 منطقة فقط مجهزة بمسرّعات (شرائح متخصصة لتسريع معالجة مهام الذكاء الاصطناعي)، وتتوزع هذه المناطق على 33 دولة، بينها 3 دول عربية هي: الإمارات، السعودية، والبحرين، ولكل منها قدرات مختلفة.

قدرات التدريب

- تعتبر الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك مناطق سحابية عامة قادرة على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بعدد ثلاث مناطق، بينما تقتصر القدرات في السعودية والبحرين على المعالجة لأغراض الاستدلال فقط، أي تشغيل النماذج المدربة مسبقًا.

تنويع المزودين

- تستضيف الإمارات مناطق حوسبة سحابية ذكية يديرها أكثر من مزود واحد، منهم شركات أمريكية وأخرى صينية، في المقابل، تعتمد السعودية على مزود واحد من جنسية صينية، هو "هواوي كلاود"، وتعتمد البحرين على مزود واحد من جنسية أمريكية، هو "أمازون ويب سيرفيسز".

سوق المسرّعات

- معظم مناطق الحوسبة السحابية في العالم تعمل على مسرعات أمريكية (إنفيديا)، بنسبة 95.5%، وتعتبر الإمارات من بين عدد قليل من الدول التي تستضيف أيضًا معجّلات من شركة صينية (هواوي أسيند)، ما يضيف تنوعًا تقنيًا في البنية التحتية.

المسرعات التدريبية

- المسرعات التدريبية توفر قدرة حاسوبية هائلة تمكّن من تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة من الصفر، لكنها تتطلب استثمارات ضخمة وبنية تحتية متطورة من حيث الطاقة والتبريد، كما تفتح المجال أمام المؤسسات المحلية لتطوير نماذجها الخاصة دون الاعتماد على أطراف خارجية.

النماذج الإقليمية

- تقترح الدراسة التعاون الإقليمي لتقاسم أعباء البنية التحتية للحوسبة المتقدمة، ما يتيح لدول الشرق الأوسط )مثل الإمارات بمعجّلات تدريبية، والسعودية والبحرين بمعجّلات استدلال) تبادل الموارد وتقليل الحاجة للاستثمار الإضافي.

المصادر: أرقام – دراسة منشورة بعنوان سيادة الحوسبة في الذكاء الاصطناعي: إحصاء لمناطق الحوسبة السحابية المجهزة بمعجّلات الذكاء الاصطناعي (2025) - فورونوي آب