الجهني هامور “سوا” لجريدة المدينة : “قاربنا” واحد ولن أغرق وحدي

أكد عبدالعزيز الجهني «هامور مساهمات (سوا)» أن الأحكام الصادرة عن المحكمة الجزئية بجدة ضد عدد من المشاركين والمتورطين في مساهماته إنما تؤكد ما سبق وأن ذهب إليه عقب دخوله السجن عندما هدد جميع رؤساء المجموعات بالكشف عن أسمائهم، وقال: إن كل ما يريده حاليا وعقب أن فقد أولاده وحرمهم من حنانه وحبه هو عودة أموال المساهمين الضحايا.. وتمنى الجهني من الجميع وتحديدا رؤساء المجموعات أن يتكاتفوا معه لإعادة حقوق الناس كما تكاتفوا معه لجمع أكثر من مليار ريال.

وتحدث الجهني في حوار لـ«المدينة» عبر الهاتف عن مواقف وأمور كثيرة رافقته أثناء المساهمات وكانت بمثابة الحلم الذي رسم له خيالات واسعة في عالم الملايين وفجأة تلاشت وانتهت ليجد نفسه بين أربعة جدران وغيره من المساهمين ينعم بأموال الغير.

وقال إنه لا يخشى لومة لائم في قول كلمة الحق والكشف عن كل المتورطين إلا أنه عاد وقال: إن هناك تساؤلات عديده تصلني من بعض المتابعين تستفسر حول مشاركة أحد الشخصيات الحكومية في مساهماتي من عدمها.. وهنا أقول: هذا الرجل لم يسبق وأن التقيته ولا علاقة له بمساهماتي إطلاقا.. المزيد من التفاصيل يكشفها الجهني في هذا الحوار:


* كيف بدأت فكرة الاستثمار في بطاقات «سوا» وجمع أموال المساهمين؟ وهل كانت هناك مساهمات حقيقية أم أن العملية مجرد نصب واحتيال؟
- في البداية كانت هناك مساهمات حقيقية في بطاقات «سوا» مسبوقة الدفع وكانت موفقة وناجحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى خاصة وأنه في تلك الفترة كانت بطاقات «سوا» جديدة على سوق الاتصالات السعودي بدأتها بمبلغ 17 ألف ريال وهذا المبلغ تكفَّل بدفعه محمد مشهور الشمراني القابع حاليا إلى جواري في سجن بريمان وكنت في تلك الفترة أشتري البطاقات بكميات كبيرة لسببين الأول لتصبح تكلفة البطاقه الواحدة والتي تباع في الأسواق بـ100 ريال بـ85 ريالا لأقوم ببيعها بأكثر من 98 ريالا، هذا من جهة، أما من الجهة الثانية فهو لزيادة حجم الأرباح ومن هنا بدأ رأس المال يتضاعف وبدأت أتوسع في عملية البيع والشراء وتحققت الفائدة لمشهور الشمراني والمساهمين الذين جمعهم وحصلوا على أرباح سريعة وخيالية الأمر الذي ساهم في زيادة أعداد المساهمين آنذاك حيث بدأ مشهور في جمع المزيد من الأموال من مئات المساهمين وأصبح الجميع يحصل على أرباح أسبوعية ونتيجة لذلك تزايدت الأعداد من خلال رؤساء المجموعات إلى أن بدأت في التوسع والانتشار وهكذا إلى بلغت الأموال أرقاما خيالية عندها توقفت عن الاستثمار في البطاقات بعد أن تجاوزت أموال المساهمين 50 مليون ريال لعدم قدرتي على توزيع الأرباح من قيمة البطاقات وأصبحت أعمل على توزيع الأرباح من خلال تدوير الأموال.


سيارتي القديمة أحتفظ بها

* ما نوع السيارة التي كنت تمتلكها قبل المساهمات؟
- في تلك الفتره كانت سيارتي من نوع كورية وكان موديلها قديما تتعطل باستمرار وتشغيلها كان يتم بواسطة الدفع ورغم ذلك كنت أستخدمها أثناء مساهماتي وفي تنقلاتي في جمع الأموال من المساهمين إلى أن بدأت الأموال تنهال عليَّ بملايين الريالات عندها قررت إحالتها للتقاعد وعدم التفريط فيها للاحتفاظ بها كذكرى جميلة للأيام التي سبقت الملايين عندما كنت لا أملك سوى مرتبي المتواضع المهم أنها تمثل بالنسبة لي الشيء الكثير بغض النظر عن قيمتها.


سيارات هدية

* وعقب المساهمات ما هي سيارتك؟
- إحدى سياراتي كانت من نوع «جي إم سي 2005» وهذه السيارة اشتريتها «كاش» من أموال المساهمات وسيارة أخرى من نوع «فياغرا» تسلمتها هدية من محمد مشهور الشمراني وأخرى «صالون لكزس 470» أيضا تلقيتها هدية.

* وماذا عن الهدايا الأخرى؟
- الهدايا كثيرة ولا يمكن حصرها، ومنها على سبيل المثال كميات كبيرة من الذهب تتجاوز قيمتها 200 ألف ريال وهذه الهدية قدمتها لزوجتي ولكنها رفضتها لأنها تقول إن حلمها لم يكن يتجاوز الخاتم الواحد وفجأة تجد نفسها بين أكوام من الذهب الأمر الذي أدخل في نفسها الخوف على مستقبلي ومستقبل أبنائي.


توزيع الأرباح

* كيف استطعت التعامل مع رؤساء المجموعات والآلاف من المساهمين فيما يتعلق بتوزيع الأرباح الأسبوعية خاصة وأنك لم تكن تملك مكتبا ولا موظفين ولا حتى محاسبين لإدارة تلك الأموال؟
- في بداية المساهمات كنت أقوم بتوزيع الأرباح من مقر سكني ولم أكن أجد صعوبة في ذلك باعتبار أن عدد المساهمين في تلك الفترة كان قليلا جدا ولكن ومع ازدياد أعداد المساهمين وارتفاع حجم المبالغ فكرت في الابتعاد عن المنزل والالتقاء بالمساهمين في مواقع أخرى خارج الأحياء واتفقنا على توزيع الأرباح في أحد المخططات وكانت البدايات الأولى في مخطط «بن لادن» في الكيلو 7 لأن المخططات متسعة وتتسع لسيارات المساهمين، أضف إلى ذلك أنه موقع معروف للجميع.


دخلوا بمبلغ وخرجوا بأضعافه

* ما علاقة الموظفين الحكوميين بالقضية وهنا أعني الذين صدر ضدهم مؤخرا أحكام بالسجن؟
- هؤلاء دخلوا في مساهماتي بـ46 مليون ريال واستلموا الأرباح مثلهم مثل غيرهم بعد ذلك طالبوا بسحب رأس المال ولم يكن لدي أموال لحظتها إلا أنني في تلك الفترة تلقيت اتصالا هاتفيا من قبل (ص.الغريبي) رئيس مجموعة، يخبرني برغبته في الدخول في مساهماتي بمبلغ 49,886,500 ريال وقد أحضر المبلغ وقمت باستلامه وتسليمه لشخص يدعى (س.خلاف) والذي بدوره قام بتسليمه للموظفين باعتبار أن دخول الغريبي جاء متزامنا مع طلب الموظفين سحب رأس المال، ومن هنا قام خلاف باستلام المبلغ وتسليمه للموظفين وهذا مثبت في محضر التحقيقات لهيئة التحقيق والادعاء العام ومن هنا فإنه وبالرغم من صدور الأحكام ضد الموظفين الحكوميين إلا أنني لازلت أطالبهم بالأموال التي تسلموها كأرباح.


علامات استفهام

* وماذا عن مبلغ 350 مليون ريال؟
- هذا المبلغ سلمته لـ(ف.الحربي) في 12 حقيبة وعدد من الكراتين وأكياس البلاستيك قبل دخولي السجن وأثناء مطالبات البعض من رؤساء المجموعات برؤوس الأموال والأرباح كنت أطلب منهم التوجه للحربي ليقوم بتسليمهم حقوقهم وفي هذه الأثناء قام الحربي «وحسب أقواله في التحقيقات» بتسليم المبلغ لـ(ع.الجهني) و(ح.الجهني) ولكن هؤلاء الاثنين وبعد التحقيق معهما قالا إنهما لم يتسلما من الحربي سوى 119 مليون ريال قاما بتسليمها لبعض المساهمين وقدما ما يثبت ذلك ولكن تبقى هناك مبلغ 62 مليون ريال لا تزال التحقيقات مع هؤلاء الأشخاص قائمة لمعرفة مصيرها.


الأرباح ورأس المال

* ولكنك قدمت مؤخرا لقاضي المحكمة كشفا باسماء 20 من رؤساء المجموعات تقول بأنهم تسلموا 288 مليون ريال عبارة عن رؤوس أموال وأرباح، وأنهم تسلموها من مبلغ 350 مليون ريال.. كيف استلموها من مبلغ 350 مليون ريال، وأنت تقول إنك سلمت المبلغ للحربي؟ كما أن هذا الأخير يقول إنه قام بتسليم هذا المبلغ للثنائي (ع.الجهني) و(ح.الجهني) اللذان أكدا في أقوالهما أنهما لم يتسلما سوى 119 مليون ريال فقط.. أين الحقيقة؟
- هذا المبلغ وهو 350 مليون ريال سبق وأن اتهمت فيه (ف.الحربي) وشرحت لناظر القضية ومن قبل هيئة التحقيق وعدد من الإدارات الأمنية بأنني قمت بتسليمه للحربي قبل دخولي السجن وخلال تلك الفترة كانت هناك مطالبات من بعض رؤساء المجموعات باستعادة رؤوس الأموال وآخرون كانوا يطالبون بأرباح وهؤلاء كنت أرسلهم للحربي ليقوم بدوره بتسليم البعض منهم رأس المال والآخرين الأرباح وذلك من مبلغ 350 مليون ريال وفي تلك الاثناء كنت قد أجريت مخالصة مع كل الذين حولتهم للحربي وجاء مجموع ما تسلموه 288 مليون ريال وهذه هي كل التفاصيل. أما فيما يتعلق بمطالبتي للحربي بكامل مبلغ 350 مليون ريال بالرغم من معرفتي بأن كل المتبقي لا يتجاوز 62 مليون ريال فهذا كان بتوجيه من ناظر القضية لغاية في نفس يعقوب.. والمهم أنه وأثناء التحقيقات اختلفت الأقوال حول هذا المبلغ ولكنني فاجأتهم بالكشف الذي يحوي أكثر من 20 شخصا جميعهم تسلموا رأس المال والبعض الآخر أخذ أرباحا مجموعها 288 مليون ريال وبهذا أثبت حقي في المطالبة بمبلغ الـ62 مليون ريال.

* هل ستعيد أموال المساهمين؟ وكيف سيتم ذلك؟
- نعم سوف أعيدها وقد وعدت ناظر القضية بذلك وحاليا القاضي يعمل على جمع وحصر الأموال التي لدى رؤساء المجموعات وتحديدا الأرباح التي تسلموها أثناء المساهمات وقد اعترف العديد من رؤساء المجموعات والمتورطين في القضية بالأموال التي تسلموها فهناك مبلغ 140 مليون ريال وهناك 62 مليون ريال وآخرون أقروا بمبالغ عديدة مختلفة تبدأ من خمسة ملايين ريال وتنتهي بأكثر من ذلك المهم أن تلك المبالغ التي أُقرُّ بها تتجاوز حاليا 250 مليون ريال هذه المبالغ إذا تم جمعها ستضاف لها المبالغ المطالب بها أنا وهي قرابة 240 مليون ريال وأنا مستعد لإعادتها.


رؤساء المجموعات يلعبون بالفلوس

* بصراحة هل استفدت من تلك المساهمات؟
- جميع من ساهم وشارك في مساهماتي استفادوا ولا يوجد هناك شخص لم يحقق عائدا ماليا كبيرا من مساهماتي ولعل أقل شخص خرج من تلك المساهمات بـ10 ملايين ريال وهناك أشخاص حاليا أعرف أنهم أصبحوا من ذوي الأملاك ولديهم عقارات وأرصدتهم في البنوك بملايين الريالات.

* ألا ترى أن ما حققتموه من مكاسب في تلك المساهمات كان على حساب الآلاف من المساهمين الضحايا الذين قدموا أموالهم لتشغيلها وتنميتها وأنتم صادرتموها دون مبرر وبغير وجه حق؟
- نعم كل ما حصلنا عليه كان على حساب المساهمين وتلك الأموال كانت أموالهم ومشروع المساهمة كان مجرد تدوير لأموال المساهمين وهذه هي الحقيقة.


هذه الرتبة لا علاقة لها بالقضية

* هناك اسم شخصية يعمل في وظيفة حكومية دائما وأبدا ما يتكرر اسمه والسؤال عنها من كل المتابعين لمعرفة ما إذا كان مشاركا في مساهماتكم أم لا بصراحة.. ما هو دور ذلك الشخص في القضية؟ وهل شارك في المساهمات؟
- بصراحة وهذه كلمة قلتها لكل من سألني هذا السؤال.. ذلك الشخصية لا علاقة له بمساهماتي ولم يسبق أن التقيته وجها لوجه من قبل وأنا مثلكم تلقيت العديد من الاستفسارات حول هذه الشخصية ولكنني في كل مرة أقول إنه لا علاقة لها بالقضية إطلاقا.

- * ماذا عن قضية الخطف التي تعرضت لها؟
الأشخاص الذين خطفوني حضروا إلى منزلي وطلبوا مني مرافقتهم في سيارتهم وقبل صعودي قمت بالاتصال بأحد الضباط الذي طلب مني الركوب معهم والإبقاء على اتصالي معه بعد ذلك رافقت هؤلاء الأشخاص إلى إحدى الشقق يطالبونني بأموالهم وهناك سلمتهم خمسة ملايين ريال وبعد ذلك قمت بالإبلاغ عنهم وتم التحقيق معهم.


مركبنا واحد ولن أغرق لوحدي

* الآن وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام على القضية وبعد صدور الأحكام.. ماذا ترى؟
- أرى أنني وفيت بوعدي عندما أكدت في أوقات سابقة أن قاربنا واحد وأنني لن أغرق لوحدي وهذا أنا «أجرجرهم» واحدا تلو الآخر حتى لا يتمتعوا بأموال المساهمين وأنا في السجن.