700 كم طول شبكة الحديد لضمان تغطية كامل دولة قطر

قدّر السيد سلطان العنزي مدير مشروع سكك الحديد التابع لشركة الديار القطرية، طول الشبكة الحديدية التي تشتمل على القطار السريع والمترو بنحو 700 كم، من المقدر لها أن تغطي كامل دولة قطر

وقال العنزي في حوار مع «العرب» إن شبكة المترو ستصل كل المناطق العمرانية والسكنية الكبرى، منها منطقة لوسيل والدوحة لاند، إضافة إلى المدينة التعليمية وغيرها من المدن المتوفرة. وبين أن الدوحة لاند ستقوم بإنشاء شبكة داخلية للمترو على غرار منطقة لوسيل، وقد تحددت ملامحه ويبلغ طوله نحو 35 كلم.

وقال العنزي إن مشروع سكك الحديد في قطر سيعمل على التكامل مع المدن الأخرى بحيث يتم إنشاء محطات خاصة بالترابط.

وأكد أن المشروع سينطلق فعلياً بحلول العام المقبل، وتصل تكاليفه الإجمالية إلى نحو 133 مليار ريال قطري، مشيراً إلى أن الشركة في إطار إعداد الدراسات التفصيلية الأخيرة، وبعد ذلك سيتم عرضها للمناقصات.. وفيما يتعلق بوجود شركات عالمية كبرى للعمل على إنجاز هذا المشروع، أكد العنزي على أن هناك العديد من الشركات العالمية التي قدمت خدماتها للفوز بجزء من المشروع، وقال إن الشركة التي ستقدم خدمات أفضل وتتطابق في المواصفات مع الدراسات التفصيلية سيتم اختيارها. ونفى أن تكون شركة فنسي العالمية قد وقعت عقدا لإنجاز المشروع، مبينا أنه من المبكر الحديث عن شركات المساندة، لكن سيتم الإعلان عن العروض من خلال مناقصة عالمية.

وأكد العنزي أن خطوط المترو التي تعتزم قطر إنجازها في السنوات المقبلة، ستكون في معظمها تحت الأرض وبعضها فوق الأرض والبعض الآخر أعلى من سطح الأرض، وستفوق طاقة استيعابها اليومي 400 ألف شخص. وأشار إلى أن مشروع مترو قطر يتكون من 4 خطوط بألوان مختلفة هي: الخط الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر، وهذه الخطوط تربط محافظات قطر ما عدا الخط الأزرق. وقال سلطان العنزي: الخط الأحمر يبدأ من مسيعيد إلى الشمال وينقل 270 ألف راكب يوميا، والأزرق للدائري الثالث وينقل 87 ألف راكب يوميا، والأصفر يربط مطار الدوحة الدولي الجديد بطريق سلوى، والأخضر يربط المنطقة الصناعية بالهلال، وبعد ذلك يتفرع إلى فرعين، الأول إلى أم صلال والثاني إلى دخان.

وردا على سؤال حول الوقت الذي يحتاجه المترو بين كل محطة وأخرى، قال العنزي إن الأمر يختلف من منطقة لأخرى ومن خط إلى خط، لكن في جميع الأحوال فإن التنقل من ملعب إلى ملعب آخر خلال كأس العالم سوف يستغرق من 25 إلى 40 دقيقة فقط، وسيكون هناك قطار كل دقيقتين رغم أن الفترة الزمنية الأساسية التي يتضمنها التقاطر بين كل قطار وقطار من 5 إلى 10 دقائق.

واستطرد مدير مشروع السكك الحديدية قائلا: سرعة مترو قطر ستصل إلى 80 كيلومترا في الساعة، أما القطار الذي يربط قطر بالسعودية وقطر بالبحرين فستصل سرعته إلى 350 كيلومتراً في الساعة بين قطر والبحرين، و220 كيلومتراً في الساعة بين قطر والسعودية. وأكد أن القطار سيقطع المسافة بين قطر والبحرين خلال 51 دقيقة، وبين قطر والسعودية في 45 دقيقة فقط.

العام المقبل

وقال العنزي إن مرحلة بداية الإنجاز للمترو ستكون انطلاقا من السنة المقبلة، ويتوقع أن تسلم أول مرحلة سنة 2016 وتليها المراحل الأخرى تباعا حتى الانتهاء منها نهائيا سنة 2026، مؤكداً أن الخطوط الرئيسية روعي فيها تغطية كل المناطق الرئيسية في الدولة، وتم التركيز على وصولها للمناطق التجارية والتعليمية والطبية، وبلوغ المرافق الحيوية في الدولة.

واستطرد العنزي قائلا إن الشركة ستجد نفسها أمام تحد جديد في حالة فوز قطر باستضافة مونديال 2022، حيث سنعمل على تحضير كل الشبكة الرابطة بين جميع الملاعب قبل الاستحقاق الزمني، وذلك عام 2021 حتى يتسنى لمتابعي كرة القدم مشاهدة أكثر من مقابلة في اليوم من خلال استعمال المترو الذي يربط الملاعب، حيث إن مدة السفرة لن تتجاوز 30 دقيقة على أقصى تقدير، وهي المرة الأولى في العالم التي يتمكن فيها المشجع من متابعة أكثر من مقابلة في اليوم الواحد.

ويصل إجمالي عدد محطات مترو قطر إلى 108 محطات موزعة على جميع أنحاء قطر، وسيكون عدد المحطات لكل خط من الخطوط الأربعة حسب الكثافة السكانية لكل منطقة. وذكر العنزي أن منطقة الهلال على سبيل المثال سيكون بها 4 أو 5 محطات نظرا للكثافة السكانية بها، وستكون هناك مثلا محطة واحدة لمنطقة أخرى.

الشريط الساحلي أولاً

وأوضح العنزي أيضا أنه سيتم تنفيذ أربعة خطوط رئيسية للمترو خلال المرحلة الأولى، أهمها خط الساحل الممتد على طول الكورنيش، انطلاقا من الوكرة مرورا بالمطار وصولا للوسيل، مشيراً إلى أن الخط الثاني للمترو سيكون في الدائري الثاني، بالإضافة لخط يربط السوق بطريق سلوى، وخط يربط الجامعة والمدينة التعليمية.

وبحسب تفاصيل المشروعين اللذين تحدث عنهما بإطناب مدير المشروع، فسوف تبلغ المسافات التي تغطيها شبكة قطارات المسافات الطويلة 345 كيلومترا فوق الأرض، ليتم بذلك تغطية معظم المناطق الحيوية في قطر، وربطها بعضها ببعض، بالإضافة إلى ربط تلك الشبكة بشبكة قطارات دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بحلول عام 2017، حيث يتم استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل تلك الشبكة. وتبلغ السرعة المتوقعة من 220 كم في الساعة إلى 350 كم في الساعة لقطارات الركاب، و120 كم في الساعة لقطارات نقل البضائع، التي سوف تربط المناطق الاقتصادية المختلفة بقطر بعضها ببعض. أما شبكة المترو المزمع تنفيذها فإنها تتكون من أربعة خطوط معظمها تحت الأرض بطول 354 كيلومترا، تربط مدينة الدوحة بجميع المدن الرئيسية.

وتقدر سرعة قطارات المترو المتوقعة 80 كم في الساعة داخل المدن و160 كم في الساعة خارج المدن، فيما تقدر الفترة الزمنية للانتهاء من جميع مراحل المشروع بنحو 16 عاما، ما بين 2010 و2026، علما بأن بدء تنفيذ أعمال الإنشاءات لتلك الشبكة سيتم بحلول عام 2012. ويقول العنزي إنه تم التنسيق حاليا مع جميع الجهات المعنية في البلاد لتسليم مراحل المشروع، ومن أهمها الخطوط التي سوف تصل إلى الملاعب المقترحة بملف دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022، وذلك لتلافي أي تعارض قد يطرأ مع المشروعات القائمة المستقبلية، وبطريقة تسمح بالحد من الإعاقة المرورية التي يمكن أن تنشأ أثناء تنفيذ تلك المشروعات. وبحسب المصادر القطرية فقد تم التأكيد على مدى الاستفادة من تنفيذ هذه الشبكات لمواكبة التطور العمراني والصناعي الحالي والمستقبلي الذي تشهده قطر.

شراكة ألمانية

وكانت قطر قد وقعت منذ فترة ليست بالبعيدة، عقدا مع شركة «القطارات الألمانية» (Deutsche Bahn) بقيمة 17 مليار يورو تقوم بمقتضاه الشركة الألمانية بتأسيس شركة قطارات وطنية في قطر، وتنشئ مترو في مدينة الدوحة وضواحيها، بالإضافة إلى قطار يربط المدن القطرية بعضها ببعض، وقطار سريع يربط قطر بدولة البحرين عبر الجسر المزمع إنشاؤه بين البلدين. ويهدف الاتفاق إلى إقامة أول نظام متكامل للسكك الحديدية في قطر، كما سيربط قطر بالدول المجاورة ضمن خطة دول مجلس التعاون الخليجي، بإقامة شبكة خليجية موحدة للسكك الحديدية.

وتملك الديار القطرية نسبة %51 من الشركة الجديدة، فيما تبلغ حصة «دويتشه بان» %49، وتبلغ قيمة رأسمال هذه الشركة 100 مليون دولار.

وقالت الشركة الألمانية «دويتشه بان» التي لن تنفذ سوى حصة من المشروع، في حين سينضم شركاء آخرون لتنفيذ الحصص الأخرى. ويقدر الحجم الإجمالي للاستثمارات في البنى التحتية في مجال السكة الحديدية بنحو 17 مليار يورو.