أغلى ميجاواط نووي في العالم.. تكاليف بناء المفاعلات ترهق الخزانة البريطانية

في "سومرست"، وعلى امتداد موقع محطة "هينكلي بوينت سي" النووية، تسيطر على المشهد الحفريات والخرسانة والرافعات الضخمة، في مشهدٍ يبدو أشبه بمشروعٍ عملاقٍ خرج للتوّ من كتاب التخطيط العمراني، هي صورة تؤكّد أن بريطانيا دخلت حقبة توسع نووي بعد أكثر من عقدين من الانقطاع، وفي حين وعد المشروع بتوفير نحو 7% من كهرباء البلاد، لكنه أيضًا كشف عن ثمنٍ ماليّ باهظ جدًا.

تآكل الخبرات

- أمضت بريطانيا أكثر من عشرين سنة دون بناء محطة نووية جديدة، وهذا الفراغ العملي ترك أثره: تآكل مهارات فنية، سلاسل توريد لم تُحدّث، وشبكة من المقاولين الذين لم يعايشوا مشروعات بهذا الحجم، والنتيجة أن كل قرار تصميمي أو تنظيمي يستدعى تعلّمًا من الصفر أو استيراد خبرات، وهو ما رفع التكلفة الزمنية والمالية للمشروع.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

تجاوز الميزانية

- رغم أن بريطانيا كانت أول من شغّل محطة نووية تجارية عام 1956، إلا أن مشروع "هينكلي"، الذي كان يفترض أن يكون واجهة الطاقة الجديدة، تجاوز ميزانيته الأولية البالغة 18 مليار إسترليني (23.7 مليار دولار) عام 2016 إلى نحو 46 مليار إسترليني.

تكلفة باهظة

- تضع تقديرات تصميم "هينكلي بوينت سي" عند أكثر من 10 ملايين إسترليني لكل ميجاواط، وهو ما يفوق 4 أمثال متوسط تكلفة بناء محطة نووية في كوريا الجنوبية، ويعكس أن المشكلة لا تُعزى للتصميم فحسب، بل إلى مجموعة عوامل محلية ترفع التكلفة الهامشية لكل وحدة إنتاج.

عبء التنظيم

- دفع النهج التنظيمي البريطاني القائم على النتائج إلى سلسلة من التعديلات على تصميم المفاعل (7 آلاف تعديل) حتى يُثبت أمام الحكومة أنه يحقق معايير السلامة المطلوبة، وأدى هذا التشدّد التنظيمي إلى آلاف التعديلات (تغييرات رفعت كميات الخرسانة والصلب بنِسَب كبيرة)، حتى إن طلب الترخيص وحده تجاوز 30 ألف صفحة.