نبض أرقام
03:13 م
توقيت مكة المكرمة

2025/11/16
2025/11/15

بوب مارت ... من دمى لابوبو إلى منافسة ديزني

08:30 ص (بتوقيت مكة) أرقام

قبل أن تجتاح دمى "لابوبو" (Labubu) الأسواق وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بابتسامتها الماكرة، لم يكن كثيرون قد سمعوا عن شركة الألعاب الصينية بوب مارت (Pop Mart) .

 

لكن اليوم، وبعد أن بات المستهلكون في أنحاء العالم يصطفون في طوابير طويلة لاقتناء إحدى هذه الدمى الصغيرة، أصبحت الشركة اسماً لامعاً في صناعة الترفيه العالمية.

 

 

قفزت مبيعات "بوب مارت" بنسبة 245% على أساس سنوي خلال الربع الممتد من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول، لتخطف أنظار المستثمرين وتثير دهشة الأسواق.

 

وبفضل هذا النمو المذهل، أصبحت الشركة أكثر شركات الألعاب المدرجة قيمة في العالم، إذ بلغت قيمتها السوقية نحو 38 مليار دولار، أي ما يزيد ثلاث مرات على قيمة شركة "سانريو" اليابانية المالكة لشخصية "هالو كيتي"، وما يقارب سبعة أضعاف قيمة "ماتيل" الأمريكية صانعة دمى "باربي".

 

الأسواق الخارجية

 

تنتشر متاجر "بوب مارت" اليوم في نحو 40 دولة، ويُقدّر أن نحو 40% من مبيعاتها تأتي من الأسواق الخارجية، خصوصاً في الدول الغنية، في تحدٍ واضح للتصور السائد بأن العلامات التجارية الصينية لا يمكنها اختراق أسواق المستهلكين في الغرب.

 

لكن السؤال الذي يطرحه المستثمرون الآن هو: إلى أي مدى يمكن أن تنمو "بوب مارت"؟

 

رغم النجاح الساحق، تسود مخاوف بين المستثمرين من أن يكون الصعود السريع للشركة قد بلغ ذروته. فأسهمها المدرجة في هونغ كونغ تراجعت بنحو ثلث قيمتها منذ ذروتها في أغسطس/آب.

 

أحد أسباب هذا القلق هو تراجع أسعار إعادة بيع دمى "لابوبو" في السوق الثانوية، وهو ما اعتُبر إشارة على فتور محتمل في الطلب.

 

 

صناديق مفاجأة

 

تُباع دمى "لابوبو" عادة في صناديق "مفاجأة" لا يعرف المشتري محتواها إلا بعد فتحها، وقد دفع الهوس بجمع النسخ النادرة البعض إلى إنفاق مبالغ طائلة للحصول على دمى بعينها.

 

ارتفع سعر دمية "تشستنَت كاكاو" النادرة ذات الفراء البني في السوق الثانوية إلى 1500 يوان (210 دولارات) في يونيو/حزيران، قبل أن يهبط مؤخراً إلى 780 يواناً.

 

بيد أن هذا التراجع لا يعكس بالضرورة ضعف الطلب، بل زيادة المعروض. فقد عانت الشركة لأشهر من نقص في الإمدادات، واضطر الزبائن لمسح رموز QR والانضمام إلى قوائم انتظار رقمية قد تمتد لأسابيع.

 

زاد ذلك من الضجة الإعلامية المحيطة بالمنتجات، لكنه في الأساس كان نتيجة قيود تصنيعية حالت دون تلبية الطلب المتزايد.

 

استغل بعض التجار الموقف لتخزين الدمى وبيعها بأسعار خيالية، كما انتشرت نسخ مقلدة من "لابوبو" أُطلق عليها اسم "لافوفو".

 

توسيع الطاقة الإنتاجية

 

ولمواجهة هذه الأزمة، شرعت "بوب مارت" في توسيع طاقتها الإنتاجية.

 

ووفقاً لتقديرات بنك إتش إس بي سي ( HSBC)، من المتوقع أن تكون الشركة قد زادت قدرتها التصنيعية بمقدار عشرة أضعاف مقارنة ببداية العام.

 

ومع أن زيادة المعروض أدت إلى تراجع الأسعار في السوق الثانوية، فإن الإصدارات الجديدة لا تزال تُباع في غضون لحظات، ما يدل على أن الطلب ما زال في ذروته.

 

لكن التحدي الأكبر أمام الشركة الآن هو: هل تستطيع أن تتجاوز نجاح "لابوبو"؟

 

فالشخصية، التي ابتكرها فنان من هونغ كونغ عام 2015، لم تحقق شهرتها العالمية إلا بعدما ظهرت مع نجم كوري شهير في أبريل/نيسان من العام الماضي.

 

ومنذ ذلك الحين، تعمل "بوب مارت" على خلق "الضربة التالية". حتى منتصف سبتمبر/أيلول 2025، أطلقت الشركة 29 منتجاً جديداً، لم يكن سوى خُمسها فقط من دمى لابوبو، بينما قدمت شخصيات أخرى مثل «سكولباندا» (Skullpanda) التي تتميز بمظهر أكثر نعومة وجاذبية».

 

إمبراطورية ترفيهية

 

ورغم أن جذور الشركة في صناعة الألعاب، فإن «بوب مارت» باتت تطمح لأن تصبح إمبراطورية ترفيهية على غرار «ديزني».

 

أظهرت التجربة الأمريكية قوة بناء علامات تجارية عابرة للوسائط، تمتد من البضائع إلى الأفلام والمتنزهات.

 

وسارت «بوب مارت» بالفعل في هذا الاتجاه؛ ففي عام 2023 افتتحت مدينة الألعاب بوب لاند (Pop Land) في بكين، حيث يمكن للزوار التفاعل مع شخصياتها الشهيرة، من بينها «لابوبو».

 

وتخطط الشركة لافتتاح مزيد من الحدائق، كما تعمل على إنتاج مسلسل رسوم متحركة عن الشخصية، وأنشأت في يونيو الماضي استوديو سينمائياً خاصاً بها.

 

 

إيرادات الشركة

 

حتى الآن، لا تزال إيرادات الشركة من الترخيص التجاري محدودة، إذ تُقدر بنحو أقل من 10% من إجمالي الدخل، بحسب جيف تشانغ من شركة «مورنينغ ستار» للأبحاث، لكنه يتوقع أن ترتفع النسبة مع توسع الشركة في تطوير امتيازاتها الترفيهية.

 

غير أن النجاح الكبير لا يخلو من التدقيق السياسي، خاصة في الصين. فبينما تركّز الحكومة على تعزيز الصناعات المتقدمة أكثر من العلامات التجارية الاستهلاكية، فقد جذبت ظاهرة «لابوبو» اهتمام إدارة الدعاية في الحزب الشيوعي، التي عقدت اجتماعات مع مسؤولي الشركة وسألتهم عن سبب عدم «صينية» منتجاتهم بدرجة كافية.

 

ووفقاً لمصادر مطلعة، أوضح مسؤولو «بوب مارت» أن المنتجات ذات الطابع الصيني البحت لا تلقى رواجاً في الخارج. ومع استمرار توسع الشركة عالمياً، قد تجد نفسها قريباً تحت رقابة رسمية أشد، وربما تدخّل مباشر من السلطات في مستقبلها التجاري والإبداعي.

 

المصدر: ذي إيكونوميست

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.