أطباء في أبوظبي يؤكدون أهمية علاج الإنفلونزا دون تأخير

حذر عدد من الأطباء في أبوظبي، من انتشار فيروسات الإنفلونزا بأنواعها، وما يرافقها من إصابات والتهابات الرئة الخفيفة والشديدة، وقالوا في اتصالات مع «الخليج» إن ارتفاع درجة الحرارة يتطلب سرعة أخذ العلاج دون تأخير، والابتعاد عن أماكن الازدحامات قدر الإمكان لمنع انتقال العدوى.

أكدت دائرة الصحة في أبوظبي، أن فيروس الإنفلونزا (A) يعتبر من أكثر الأنواع انتشاراً في منطقة شرق المتوسط في هذه الفترة من العام، ونتيجة لسرعة وسهولة انتشار العدوى يعتبر التطعيم سنوياً هو أنجع وسيلة للوقاية من المرض أو مضاعفاته، كما تعمل الدائرة على التقصي الوبائي لحالات الإنفلونزا وتوفير العلاج الوقائي للمخالطين.

أكدت الدكتورة أمنيات الهاجري مديرة إدارة الصحة العامة في دائرة الصحة في أبوظبي، أن فيروس الإنفلونزا ينشط مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء وتبدأ الإصابات في التزايد، وتعد الإنفلونزا من الأمراض المعدية سريعة الانتقال، إذ تحدث الإصابة بالمرض نتيجة استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء عند سعال أو عطس أو تحدّث شخص مصاب، إضافة إلى أن ملامسة أسطح أو مواد ملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، يؤدي إلى الإصابة أيضاً، حيث يوجد 200 نوع من الفيروسات المسببة للزكام ونزلات البرد العادية، إضافة إلى الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية، موضحه إن فيروس الإنفلونزا (A) يعتبر من أكثر الأنواع انتشاراً في منطقة شرق المتوسط في هذه الفترة من العام، ونتيجة لسرعة وسهولة انتشار العدوى يعتبر التطعيم سنوياً هو أنجع وسيلة للوقاية من المرض أو مضاعفاته، إضافة لاتّباع العادات الصحية، مثل نظافة اليدين وتغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطس.

وأوضحت أنه في حال وجود شكاوى من تجمع لحالات الإنفلونزا، تقوم الدائرة بالتقصي الوبائي عنها، والتأكد من وجود حالات مؤكدة، ثم توفر العلاج الوقائي للمخالطين الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات، وتقدم التوعية الصحية اللازمة لذلك، فضلاً عن التوعية المستمرة للحصول على التطعيم في أقرب مركز صحي، باعتباره أولى طرق الوقاية من الإنفلونزا، فيما تقوم المستشفيات والمراكز الصحية بإبلاغ الدائرة عن حالات الأمراض المعدية بما في ذلك الإنفلونزا، من خلال نظام التبليغ الإلكتروني.

وقالت الدكتورة سارة هاشم، استشارية طب الطوارئ بمستشفى في أبوظبي، إن أقسام الطوارئ وعيادات الأطفال المتخصصة، تستقبل كل عام في هذا التوقيت أعداداً متزايدة من مرضى التهابات الجهاز التنفسي العلوي من الكبار والأطفال، والإنفلونزا بأنواعها خصوصاً «a وb»، وتزداد الإصابات بين الأطفال في الدرجة الأولى خصوصاً من يرتادون الحضانات وطلبة المرحلة الدراسية الابتدائية، حيث يسهم تجمع الأطفال خلال الدوام المدرسي، في انتشار العدوى بصورة سريعة، في ظل عدم درايتهم بأهمية الوقاية وغسل اليدين، كما يتأثر كبار السن بالدرجة نفسها.

وأوضحت أن فيروسات الإنفلونزا تحدث ارتفاعاً بدرجات الحرارة وآلاماً متفرقة في الجسم، إلى جانب الكحة والتهاب الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، وتكون الإنفلونزا أكثر خطورة حينما تأتي في صورة أحد فيروسات إنفلونزا الطيور أو الخنازير، لذلك من الضروري أن يجري الطبيب أخذ مسحة من المرضى في البداية، قبل صرف أي نوع من المضادات أو الأدوية للتعرف إلى نوع الفيروس، وبالتالي إعطاؤهم دواء خاصاً للقضاء عليه.

وقال الدكتور حسين الحداد المدير المسؤول عن عدد من الصيدليات في أبوظبي: «إن الإجراء المعتاد في حال تشخيص المرضى بإصابتهم بأعراض البرد العادية، هو إعطاؤهم أدوية خافضة للحرارة ومسكنات، وفي حال أثبتت التحاليل وجود إنفلونزا a أو b يتم وصف دواء «التامفلو» الذي يعطى للبالغين، وفي حالات إصابة الأطفال بها يتم تركيب دواء شراب مخصص للأطفال بجرعات مخففة، حيث يقوم الصيدلي بإذابة عدد معين من الأقراص المستخدمة للبالغين في محلول شراب سكري، وذلك ضمن عملية حسابية تعتمد على عمر الطفل وفترة العلاج، وكل ذلك يتم مراعاته خلال تركيب الدواء، ويؤدي عدم أخذ الدواء المناسب لهذه الفيروسات إلى تفاقم الأعراض التي قد تصل إلى تشنجات بسبب الحرارة أو التهاب رئوي حاد بسبب السعال، ولو لم تعالج فقد تصل إلى الوفاة».

فيروسات شديدة تصيب رئات الأطفال

أفادت الدكتورة نشوى بهاء الدين، رئيسة وحدة طب الأطفال بمستشفى في أبوظبي، أن الوحدة تستقبل خلال هذه الفترة 80 حالة يومياً، أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، 80% يعانون الإنفلونزا بكل أنواعها، وبشكل خاص (A) و(B) وفيروس (RSB)، وهو من الفيروسات الشديدة التي تصيب رئات الأطفال، ممن هم أقل من 3 أعوام، وتصل إلى الالتهاب الرئوي، بينما يعاني 20% النزلات المعوية، مشيرة إلى زيادة أعداد الأطفال الذين عولجوا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.